آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

الضغط.. المجتمع

محمد أحمد التاروتي *

التصرفات الفردية تقع تحت المجهر الاجتماعي، فاذا جاءت وفق القواعد الأخلاقية، وانسجمت مع التقاليد الاجتماعية، فانها تستقبل بالتشجيع، والتحفيز في الغالب، مما يمهد الطريق لانتشارها بشكل عمودي وأفقي، خصوصا وان الممارسات الإيجابية تدخل ضمن ”الدال على الخير كفاعله“، بينما تمارس الكثير من الضغوط على الممارسات الانحرافية، باعتبارها معول هدم لمجموعة القيم الأخلاقية، مما يتطلب وضع قواعد صارمة، وخطوط حمراء لتحجيم تلك التصرفات، من اجل القضاء عليها في مهدها، وعدم السماح باتساع دائرتها، نظرا خطرها الكبير على الثقافة الاجتماعية بشكل عام.

محاولة الخروج عن المسار الاجتماعي، سلاح خطير على الصعيد الفردي بالدرجة الأولى، والبيئة الاجتماعية بدرجة ثانية، فالممارسات الشاذة تسلب صاحبها الاحترام، وتضعه في زاوية منبوذة لدى الوسط الاجتماعي، خصوصا وان الشذوذ مرفوض في جميع الأحوال، الامر الذي يفسر الموقف المعارض للشريحة الكبرى من المجتمع، تجاه الظواهر الشاذة التي يحاول البعض تكريسها في الثقافة الاجتماعية، لاسيما وان تلك الظواهر تحمل في طياتها الكثير من المحاذير، والعديد من المخاطر، مما يتطلب الموقف الحاسم، وعدم التهاون لقطع الطريق، امام محاولات ادخال الممارسات الغريبة، على مجموعة القيم الأخلاقية، ومنظومة التقاليد السائدة، لاسيما وان الكثير من التصرفات الفردية، تدخل في باب لفت الانتباه، انطلاقا من قاعدة ”خالف تعرف“.

خطورة الممارسات الشاذة على البيئة الاجتماعية، تتمثل في محاولة قلب المفاهيم الأخلاقية، والعمل على ادخال ثقافة دخيلة على المجتمع، الامر الذي ينعكس على مختلف الشرائح جراء الانقسام الكبير، تجاه النظرة لمثل هذه التصرفات الغريبة، وبالتالي فان التعامل بخجل مع الممارسات الشاذة، ينعكس سلبيا على مجموعة القيم الحاكمة، الامر الذي يمهد الطريق لتغلغل مثل هذه الثقافة في البيئة الاجتماعية، بحيث تؤثر على الانسجام الداخلي، وتحطم القواعد الأخلاقية السائدة.

التحرك الاجتماعي الرافض لمختلف اشكال الممارسات الضارة بالقيم الأخلاقية، خطوة أساسية لاحداث صدمة كبرى، لدى أصحاب تلك الممارسات الشاذة، مما يقود لمراجعة جادة، وحقيقة لطريقة استخدام هذه الوسائل، لإثبات الوجود في المجتمع، خصوصا وان صعوبة تمرير تلك التصرفات، تدفع باتجاه تصحيحها بطريقة جذرية أحيانا، وتدريجية أحيانا أخرى، نظرا لوجود جدار اجتماعي رافض، لاستقبال هذه النوعية من الممارسات الخاطئة، وبالتالي فان التعويل على القاعدة الاجتماعية في إيقاف تسلل العديد من التصرفات، امر بالغ الأهمية، لاسيما وان المواقف الفردية الرافضة ليست قادرة على احداث نجاحات كبيرة، والحصول على النتائج بالشكل المطلوب.

الضغوط الاجتماعية تجاه الممارسات الشاذة، تتخذ اشكالا متعددة، وأساليب مختلفة، تبعا لنوعية تلك الممارسات، وخطورتها على البيئة الاجتماعية، مما يفرض اتخاذ الاليات المناسبة، من اجل الحصول على النتائج السريعة والنهائية، لاسيما وان محاولات التعاطي بطريقة هامشية، يكشف الضعف في القدرة على الوقوف في وجه تلك الممارسات، الامر الذي يتطلب الحزم منذ اللحظات الأولى، بعيدا عن أساليب المجاملة التي تكون اثارها سلبية في الكثير من الأحيان.

استخدام الأسلوب المباشر في التعبير عن الرفض للممارسات الشاذة، يشكل اقصر الطرق لوضع النقاط على الحروف، لاسيما وان المراوغة ومحاولة استخدام المواقف المتلبسة، لا تفضي الى النتائج المرجوة، وبالتالي فان الكثير من المعالجات الحقيقية، تعتمد على الطريقة المتبعة في التعاطي الحاسم، خصوصا وان الأمور المصيرية لا تقبل أنصاف الحلول، ”لا توجد منطقة وسطى“، مما يعني رفض جميع المواقف الرمادية، التي تتسبب في اثارة الكثير من المشاكل، في البيئة الاجتماعية، بحيث تفتح الطريق امام تسلل بعض الممارسات الخاطئة، جراء إساءة استخدام المعالجات الاجتماعية بالشكل السليم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
صادق الخميس
[ القطيف ]: 9 / 3 / 2020م - 5:34 م
الموضوع قيم وغني بالمصطلحات ويفتقر للوضوح والشفافية
موضوعك طويل وتتكلم بطريقة مبهمة اذا خوف لما الخوض فيه واذا ثقافة فلا يعني عدم الوضوح
ممارسات وومبادئ من دون ذكر اي نوع مما تفضلت به
كاتب صحفي