آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

اين نحن من أهل البيت؟

فؤاد الحمود *

من الثابت لدى الشيعة الإمامية أن أهل البيت هم علل الوجود

وأنهم كما ورد عن الإمام الهادي في الزيارة الجامعة ”بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبكم ينفس الهم ويكشف الضر...“

والسؤال هنا أين نحن من هذه المضامين العالية في خضم انتشار هذا الوباء والمرض ”الكورونا“؛

أليس حرياً بنا أن نتوجه لله تعالى في هذه الأزمة ونطلب الوسيلة ممن أعطاهم الله هذه الملكات في تنفيس الهموم وكشف الكروب.

مع أن الملاحظ أن هناك قصوراً أو تقصيراً اتجاه ذكرى مصائب أهل البيت في هذا الشهر الغني عن التوصيف والمراد للإنسان فيه القرب لله آلا وهو شهر رجب الأصب

فقد مرت علينا ذكرى استشهاد الإمام الصادق وعقيلة الطالبين عليهما السلام وهما صلوات الله عليهما كانا لهما الدور البارز في حفظ الإسلام الناصع ليصل إلينا بكل سهولة

فأما سيدتنا زينب كان لها الدور البارز والرسالي في الحفاظ على ثورة الإمام الحسين وحفظ العيال أثناء المسير والسبي وفي نفس الوقت هي من وقفت في وجه أعتى الظلمة في زمانها يزيد بن معاوية

ومما لا يخفى على الجميع الأدوار التي أصل لها الإمام الصادق بالمدينة وذلك عن طريق نشر العلوم الإسلامية على اختلاف طرقها وأساليبها

حتى أصبحت جامعة المدينة العريقة تهفوا إليها العلماء ليأخذوا من نمير علم الإمام سواء المؤالف والمخالف وكل يصرخ حدثنا جعفر بن محمد

وقد عد أهل البيت احياء أمرهم حياة بلا موت فقد جاء في الخبر عنهم ”من جلس مجلساً يحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب“

وهي إشارة واضحة منهم أن لا نترك المجالس بأي حال أو ظرف ولو على مستوى إقامة المجالس داخل البيوت للأسرة الواحدة

كما أن الاهتمام بنشر التعازي أو التبريكات يجب أن لا يخبأ لظرف طارئ فهو مظهر من مظاهر الاحياء والتفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي

وهنا يمكن الإشادة إلى أهمية الاحياء بالفكر وإن كانت المجالس العامة هي نوع منها ورغم محاولة بعض المجالس مشكورة بإقامة المجلس عن طريق البث المباشر من قنوات اليوتيوب وهو عمل رائد يحتاج التأكيد عليه في هذه المرحلة ولكن لا بد من نشر وتوزيع الإعلانات لتصل لأكبر شريحة حتى يتسنى لها المتابعة عن طريق التقنية الحديثة

فما أحوجنا إلى إعادة النظر وضرورة الاتعاظ والاستفادة والاستزادة الروحية من الأزمات لنخرج منها بتجربة نوعية لنحول تلك الحالة إلى اعتزاز بالمبادئ السماوية التي جاء بها أهل البيت

فالسعيد من وعُظ بغيره والشقي من اتعظ بغيره أو اتعظ بنفسه

اللهم نبهنا من نومة الغافلين