آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

مستوى المخاطر المقبول

علوي الماجد *

هل يوجد مستوى مخاطرة مقبول؟

نشهد في هذه الأيام موجة ڤايروس كورونا COVID - 19 المستجد المنتشر في عدد كبير من دول العالم، ومنها المملكة العربية السعودية. وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تضج بالأخبار حول هذا الموضوع، ولا أبالغ إن قلت أن مجموعات الواتساب تركت كل شيء وتتحدث عن الڤايروس فقط.

هنالك مصطلح في عالم السلامة والصحة المهنية حول المخاطرة وقبولها بين الممارسين والمحترفين - المخاطرة المقبولة Acceptable/Tolerable Risk والتي تعني أن تحقيق السلامة يتم من خلال تقليل المخاطر إلى مستوى مقبول.

لا يوجد في هذا العالم ما يخلوا من المخاطرة، حتى إنه لا يمكن للفرد أن يفكر بشيء إلا وله تأثير - والذي تحت ظروف ما - قد يسبب أذى. هناك درجات من المخاطرة، وبالتالي هناك درجات من الأمان.

الحصول على صفر مخاطرة في العالم الواقعي مستحيل. ومع ذلك، بعد اتخاذ تدابير تجنب المخاطر أو الإلغاء أو الرقابة، يجب أن تكون المخاطر المتبقية مقبولة، وفقًا لما يحدده صناع القرار. فكما هو الحال الآن في صراع الحكومة السعودية مع كورونا - وتحديدا في محافظة القطيف حيث أعيش - وبعد منع الخروج من المنطقة ودخولها «إلا لسكانها» فإن القرار الذي تم اتخاذه هو الحد والسيطرة من انتشار الڤايروس على مستوى أوسع عن طريق الحجر الصحي المؤقت للمنطقة.

مستوى الوعي في هذه الأوقات يجب أن يكون على درجة عالية لجميع الأفراد، حيث أن القرارات التي يتخذها الفرد في هذا الوقت قد تصاحبها عواقب وخيمة له ولأفراد أسرته «كالذهاب إلى أماكن التجمعات أو الخروج من المنطقة». مستوى المخاطرة الذي وصلت إليه المنطقة مقارنة بمناطق أخرى في الخليج قد يكون ”متوسط“ لحدٍ ما، ولكن هذا لا يعني أن يتهاون المجتمع بالعواقب المصاحبة للاستهتار والتي قد ترفع معدل المخاطرة إلى الخطر.

جهود وزارة الصحة في العملية التثقيفية حول مخاطر الڤايروس جبارة جدا - ففي كل يوم تقريبا نرى منشوراً جديدا وممتعا للوزارة يعنى بإيصال رسالة مخاطر كورونا وكيفية الوقاية منه.

أنا لا أقول بأن الجميع سوف يتعامل مع الموضوع على حدٍ واحد، ولكن علينا أن لا نتهاون بنسبة الخطورة التي قد نوقع أنفسنا بها إن تجاهلنا الموضوع أو استصغرناه «بنفس الوقت علينا عدم تهويل الموضوع والوثوق في أصحاب القرار وقدرتهم على حمايتنا بعد الله جل وعلا».