آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

الرسالة الكونية

موسى الخضراوي

لا أحد في الدنيا - في وقتنا المعاصر - إلا ويعيش حالة من الاضطراب النفسي غير المسبوق في حياته.

فيروس كورونا يحمل فلسفة كونية خاصة ورسالة للبشر لم تكن لتصلهم إلا بهذه الكيفية.

لا شك أن رسالة السماء اتّبعتْ الطريق الأكمل والأجمل للناس والذي لا تتحقق الغاية إلا من خلاله وإن احتاج بعض التضحيات.

تعالى الله أن يخلق الناس ليعذبهم، غير أن بعض الناس اختاروا لأنفسهم العذاب الأليم.

نحن البشر - جميعا - باختلاف أدياننا، وثقافاتنا، وسلوكياتنا، وتعاليمنا بحاجة ماسة لإعادة النظر في علاقتنا بالله عز وجل، وفي سلوكنا بشكل عام.

مهما اختلفت النظريات في منشأ فيروس كورونا، وهل أنه سماوي بالأصالة أو بالتبعية؟! فالنتيجة واحدة؛ وهي أن الإنسان مهما بلغ وتمادى لا يستطيع أن يحمي نفسه من فيروس صغير ولو استخدم كل إمكاناته مهما عظمت فكيف يتجاهل رسالة من خلقه ويضع نفسه قباله؟! .

إن نظرة تأمل واحدة كافية لأن تعرفك أن هذا الوباء العظيم يحمل رسالة عظمى للكون كله بمن فيه وما فيه حاضرا ومستقبلا. قد تحارُ العقول في فهم فلسفتها ومضمونها تبعًا للثقافات والأديان ولكنها لن تحار أبدا في أن هناك رسالة لكل أحد منهم دون استثناء يحتاج أن يتأملها.

من الممكن أن تكون هذه الرسالة خاصة ومتغيرة من شخص لآخر أو مختلفة المدى، وقد تكون لمجتمع دون آخر ، وقد تكون للإنسانية بشكل عام..

إن التأثير الذي حملته رسالة الوباء تلك لم يسلم منه أحد؛ ولكن كلا بحسبه، ونوعه، ودوره، ومقداره.

العقلاء - جميعا - في كل الأديان وحتى من غير الدينيين يؤمنون بأن هناك رسالة إلهية كبرى لابد أن يعلمها كل الناس.

ومن المعلوم أن لله حججا بالغة قهر الناس بها ليهديهم سواء السبيل. تعالى الله أن يخلق الناس ويعذبهم من حيث لا يعلمون.

قال تعالى: ﴿الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك صوت عذاب، إن ربك لبلمرصاد. الآية واضحة الدلالة والمنهج مع الذين طغوا وتمادوا بأن العذاب الأليم المتوافق مع زمانهم ومكانهم هو المصير المحتوم لهم في الدنيا قبل الآخرة، وكلنا يعلم أن التاريخ يعيد نفسه ولكن بأشكال، وزوايا مختلفة .

نحن مطمئنون بأن هذه الفترة المؤلمة والعصيبة ستنجلي وقريبا بإذن الله؛ ولكن بعد أن تحقق رسالتها العالمية كاملة. اللهمّ أذهِب عنّا العذابَ إنا مؤمنون.

ومن المؤكد أن من الابتلاءات والأزمات تُصنّف الرجال وتُقيّم؛ وعليه فإن فوّهة هذا البركان الوبائي الهادر أخرجت لنا رجالًا ونساء شرفوا التاريخ، ورسموا ذكرياتهم على جبين الحياة، وغرسوا أعمالهم مشاعل من نور يهتدي بها الخلائق. لهم جميعا أينما كانوا دعاء مع كل نبضة قلب للوجود البشري .