آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

قطعة الشوكولاتة كورونا في زمن الكورونا...

حسين علي الربح‎ *

كورونا الذي حل ضيفا لعله غير مرحبا به عند الغالبية العظمى من المجتمع، إلا الفئة القليلة الصابرة التي تلقته بالأحضان وافترشت له السجاد الأحمر كعلامة ترحيب حارة، ومن المعروف تاريخيا ان السجاد الأحمر الممتد له برتوكولا عالميا من أجل الترحيب بالضيف القادم جاءنا من الأدب اليوناني القديم سنة 458 قبل الميلاد كترحيب بالقادة المنتصرين في الحرب الدائرة وقتئذ أو ما أطلق عليها بحرب طروادة ليتم استخدامه لأول مرة في التاريخ على يد زوجة الملك الإغريقي ”اجاممنون“ ترحيبا بانتصار زوجها في معركة طروادة الشهيرة.

أما اليوم فقد افترشه السادة الانتهازيين من أجل الاستفادة القصوى من عذاب وأوجاع المتألمين والموجوعين من هذا الداء الفتاك الذي فاجأ العالم على حين غرة وفتك بالكبير قبل الصغير، لم يبقى على سطح هذه المعمورة وباطنها وكذاك سمائها من لم يطاله بركات أو لعنات هذا الضيف الذي افترش له أصحاب المنافع السجاد الأحمر مرحبين به، إنها يا سادة الفوائد الجمة التي ستزيد من ارصدتهم المنتفخة أصلا، يا للهول والعجب أنك ترى وسترى من لم يفوت فرصة الظهور الاجتماعي والنفاق في استغلال الوضع المهيب للحدث.

فكرة هذا المقال راودتني وأنا ومن معي حبيس سكني المطل على النهر الخالد، ذلك نيل مصر العظيم والذي بحلول الضيف ذو اللباس الأحمر وأعني الكورونا افقدت الحياة المصرية نكهتها المعتادة ولم يكن للكورونا حيزا عندي لو لا قطعة الشوكلاتة المصرية الشهيرة بذات الاسم والتي ناولني جاري المصري في الليل الفائت قطعة صغيرة منها.