آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

الجوال في مواجهة كورونا

يوسف أحمد الحسن *

فرق بين أن تواجه الأمراض بمجرد الكلام والتمنيات أو بالدعاء وحده دون عمل وأن تواجهه بسلاح العلم والتقنية. فقد أصبحت العلوم اليوم ليس مجرد ترف أو وسائل ترفيه وتسلية أو كماليات بل ضرورة قصوى يعتمد عليها تطور أو تخلف مجتمع ما أو حتى العالم كله.

وفي ظل انتشار وباء كورونا شمرت مختلف دول العالم عن ساعد الجد لديها من أجل محاصرة ومكافحة هذا المرض عبر حزم كبيرة من الإجراءات الوقائية والعلاجية والتي تأمل أن تؤدي أو على الأقل تساهم في التقليل من أضراره وتحديد مناطق انتشاره.

ومن أفضل الوسائل التقنية التي تم استخدامها مؤخرا هو ما قامت به الصين من استخدام أحد تطبيقات الجوال للمساعدة في محاصرة هذا الفيروس الذكي ومعرفة أماكن تواجده وهو تطبيق ««close contact.

ويتلخص عمل هذا التطبيق في أنه بعد أن يتم إقناع «أو إجبار» الناس على استخدامه يقوم برصد أماكن تواجدهم في كل وقت، وعندما يريد أي شخص أن يخرج من منزله فإنه يتم قياس درجة حرارته وتأخذ السلطات علما بالمكان الذي ينوي الذهاب إليه سواء كان سوبرماركت أو صيدلية أو أي مكان ضروري حيث يتم قياس حرارته هناك ثانية. لكن المهم هنا هو أنه وعند اكتشاف إصابة أي شخص بكورونا فإنه يمكن وبسهولة معرفة أماكن تواجده وتنقلاته في جميع الأوقات، وكذلك معرفة جميع الأشخاص الذين كانوا بالقرب منه أو ما يسمون بالمخالطين، وعليه فإنه يمكن وبسرعة استدعاؤهم واتخاذ الإجراءات المطلوبة تجاههم من عزلهم أو علاجهم.

وقد قام مطورون في كوريا الجنوبية أيضا بتصميم تطبيقات شبيهة أضحت مؤثرة للغاية في المشهد الصحي هناك، منها تطبيق Corona Map وCorona 100m وCorona Doctor، حيث تقوم إحداها «Corona Map» بتحديد أماكن تواجد أي مريض من أجل أن يتجنبها الآخرون معتمدين في ذلك على ثقتهم في تعاون مواطنيهم. واللافت في الأمر هنا أن هذه التطبيقات قام بتصميمها مواطنون متطوعون بجهودهم الشخصية.

وقد ساهمت هذا التطبيقات «من بين إجراءات أخرى» في السيطرة على المرض ومحاصرته في كل من الصين وكوريا الجنوبية. وبطبيعة الحال فإن هذا التطبيق يمكنه العمل في حالات فرض إغلاق كلي على دولة معينة أو حتى منطقة محددة ووصول المرض إلى درجة حرجة. لكنه يمكن بدء العمل به في أي بلد وتشجيع الناس على تركيبه في أجهزتهم عبر مختلف الطرق حيث يمكن استخدامه فورا عند الضرورة.. ويمكننا نحن مثلا في المملكة مثلا ربط استخدامه بتطبيق «أبشر» واسع الانتشار لدينا بعد أن يتم تصميم نسخة محلية منه.

ولا يمكننا هنا أن نغفل الجهود الجبارة والمثمرة التي قامت وتقوم بها وزارة الصحة في المملكة لمحاصرة المرض في وقت مبكر وقبل أن ينتشر وهو ما ساهم في محاصرة المرض حتى الآن، وهو الأمر المرهون بتعاون المواطنين على مختلف الأصعدة في هذه الفترة الحرجة ليس للمملكة فحسب بل للعالم أجمع آملين أن يتم التوصل قريبا لعلاج أو مصل لهذا المرض المحير.