آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

الأمن الصحي واستراتيجيات التطبيق

علي الزاير *

لقد من الله على هذه البلاد العظيمة بقادة عظماء منذ عهد المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله والذين لم يألوا من الوقت والمال والجهد لتأمين الحياة الكريمة لرفاهية الوطن والمواطن.

ولعل ما رأيناه من تعاطي حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو أميرنا المحبوب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظهما الله مع داء كورونا الذي يجتاح العالم لهو خير مصداق على المحبة والحرص على صحة المواطن وسلامة الوطن، ولا غرابة فهو نابع من قادة جعلوا هم أمتهم وسلامة شعبهم الشغل الشاغل.

لقد رأى هذا الجيل الشاب والذي يمثل القاعدة الكبرى من الشعب السعودي أول حجر صحي تشهده المملكة منذ ما يزيد على الخمسين عاماً وسيكتب بتاريخها وسيتم تدوينه بصفحاتها البيضاء وكيفية تعاملت كافة الوزرات المعنية وأفراد الشعب السعودي كجسد واحد مع وصول هذا الداء للوطن.

ولعل هذا التحدي الذي نعيشه يدعو المعنيين للتفكير في إنشاء مجلس يعنى بالأمن الصحي - فنعمتان مغبوطتان الأمن بالأوطان والصحة بالأبدان - مهمة هذا المجلس وضع الأطر التعريفية والتنظيمية للحجر الصحي للمدن والمناطق والمحافظات وفرق إدارة الأزمات بعناصرها الطبية والأمنية ودور كل واحد عنصر منها ويضع القوانين الصارمة بحق المستغلين للأزمات من أصحاب الأنفس الضعيفة أو المتهربين من أداء واجباتهم الوطنية من الكوادر الطبية باعتبارهم خط الدفاع الأول في الحفاظ على صحة المواطن وسلامة الوطن ونعدهم قلة من الشعب السعودي الكريم، مرورا بوزارة التعليم بوضع منهج لمكافحة العدوى عبر تثقيف الأجيال الناشئة بكيفية التعامل مع العدوى وسبل احتوائها والقضاء عليها مع تحديث انظمة وزارة الشؤون البلدية والقروية بما يتعلق بالصحة العامة لتواكب ما يمر به العالم الآن من وباء عالمي يجتاح العالم، مع الحرص بأن تكون الأماكن العامة والدوائر الحكومية تستوفي اشتراطات مكافحة العدوى سواء من حيث الإنشاء والتصميم أو من حيث توفير المتطلبات كعنصر اساسي بالهيكل التنظيمي.

إضافة لوجود شبكة اتصال بيانات عالية الكفاءة تستوعب الضغط العالي لتدفق البيانات حيث أن العمل عن بعد أصبح من ضمن الخطط الموضوعة بإدارة الأزمات سواء للقطاع الخاص أو الحكومي وحتى على مستوى سلوكيات الفرد والمجتمع وعادته المتوارثة على مستوى إقامة الاحتفالات والتجمعات البشرية كالتصريح لها من قبل المعنيين بالصحة العامة واستيفائها للاشتراطات الصحية ومتطلبات مكافحة العدوى وكلنا على ثقة أن كل تلك الإجراءات التي تم اتخاذها وأثبتت جدواها ستتم مراجعتها وتقيمها للوصول إلى أفضل النماذج المطبقة عالمياً فما بعد كورونا ليس كما قبله، فالعالم بعد هذا الوباء سيشهد ثورة صناعية أحد ركائزها تصنيع مستلزمات وأدوات وأجهزة تمنع انتقال العدوى وانتشارها.

وأخيرا نسأل الله أن يديم نعمة الأمن والأمان والصحة والعافية ودوام العافية على مملكتنا الحبيبة قيادة وشعباً إنه سميع الدعاء.