آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

بين القطيف وبريطانيا

محمد الحجاج *

في ظل هذه الأوضاع الراهنة - حمانا الله وإياكم - جميعنا نشهد مواقف وطنية والتي تمس المواطنين بشكل مباشر وعلى المستويين المحلي والدولي، لا أحدثكم عن المستوى المحلي بعموم مدن المملكة وبالقطيف خصوصاً - خلال الحجر الصحي - الكل يلمس بذل القطاعات الحكومية المجهودات الجبارة بتوجيهات من قيادتنا الحكيمة لاحتواء انتشار الفيروس وتسيير الأمور المعيشية سواءً كانت أمنِية أو إمدادات غذائية ومتطلبات أساسية والأهم الاستعدادات والتجهيزات الطبية، فلجميع القطاعات العاملة جل الشكر والعرفان.

لي تجربة عشتها مع عائلتي لمدة أيام مع أخي ذو التسعة عشر ربيعاً، ومحاولة ارجاعه من بريطانيا، حيث بدأت الأمور تأخذ منحى متسارع من حيث التعقيدات، منها أن بعض العوائل البريطانية بدأت تبلغ الطلاب بالبحث عن سكن آخر وإغلاق المعاهد وعدم وضوح آلية التعليق ومدتها ومن جهة أخرى نقص التموينات الغذائية بسبب حالة الهلع لديهم... إلخ.

كان أفضل حل بلاشك الترتيب لعودة أخي للمملكة، ولكن عند محاولة حجز تذكرة العودة صدر قرار إيقاف الرحلات الدولية للمملكة حتى إشعار آخر، ولا أحدثكم عن حالة القلق التي عشناها، وما زاد هذا القلق تعاطي الإعلام الدولي مع استراتيجية دولة بريطانيا في التعامل مع انتشار الوباء - وليس هذا حديثنا - عندها راودتني أفكار أن طرق إرجاع أخي للمملكة أصبحت شبه مسدودة حيث يتم تدريجيا فرض حظر تجول بالمدن في بريطانيا وهذا سيعيق أخي عن الذهاب للندن ليكون بالقرب من السفارة والمطار.

بعد أن وصلت لطريق مسدود في تأمين العودة له للمملكة، تواصلت مع السفارة، ولم أكن مستغرباً من تفاعلهم، لكن كنت أغبط نفسي على هذا التفاعل، حيث أن أحد موظفي السفارة أبلغني بالاطمئنان وأكد حرص سفارة المملكة على جميع المواطنين وأنهم على استعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل رعاية المواطنين، وطلب إذا لم يستطع أخي البقاء في مدينة برايتون حيث أن انتشار الفايروس فيها أقل، فيمكنه الحضور لمقر السفارة بلندن وسيتم توفير سكن مع الوجبات حتى يتم البدء في ترتيب رحلات العودة للمملكة.

وصل أخي اليوم إلى لندن بحمد الله وتم تسكينه في فندق من أفضل الفنادق وبضيافة سفارة المملكة، ويتم أولا بأول السؤال عنهم وتطمينهم والإجابة على كافة استفساراتهم بتواجد أحد موظفي السفارة بقربهم، أستطيع أن أقول أنه الآن في أيدي أمينة بعد الله، وبإذنه تعالى ستقر أعيننا بعودته إلينا قريبا سالماً معافى.

نعيش حالة فخر واعتزاز بمملكتنا وقيادتها وبلا شك هذا الفخر والاعتزاز ليس وليد هذه اللحظة، ومطمئنين أن هذه الغمة ستنجلي بإذن الله، ويعزز من طمأنينتنا التعامل الغير مستغرب من قبل قيادتنا الحكيمة مع هكذا ظرف لم يمر علينا مسبقاً.

هذا وطني الحبيب فهل نحب سواه؟