الجارودي الذي أخذته هدية صغيرة إلى مصاف أهم الأطباء الإستشاريين
نشأ بين المزارع ولم يكن طالبا متفوقا في مراحله الدراسية الأولى لكن ”هدية“ صغيرة من معلميه دفعته لاحقا إلى مصاف أهم أطباء المناظير والجهاز الهضمي في المملكة.
كان يحلم بهدية من أساتذته في الابتدائية فخاب أمله. لكنه حصل عليها لاحقا في المرحلة المتوسطة، حيث تحقق حلمه بحصوله على هدية تقديرية مازال يحتفظ بها حتى الآن وكانت عبارة عن معجم ترجمة.
هذه الهدية البسيطة كانت دافعا له نحو التقدم والجد والاجتهاد، حتى حقق حلمه على أرض الواقع واصبح من أهم أطباء المناظير والجهاز الهضمي في المملكة.
وينصح طلاب الطب والتمريض اليوم بإتباع نداء قلوبهم وعدم الالتفات للمحبطين من حولهم.
فمن هو استشاري الباطنية وجهاز الهضم والمناظير الدكتور مهدي الجارودي..
ولد رئيس قسم وحدة المناظير والجهاز الهضمي بمجمع الدمام الطبي مهدي عيسى الجارودي في بلدة التوبي بمحافظة القطيف.
نشأ وتربى بين نخيلها ومزارعها في بيت ذا شأن وعلم.
كان يرى والده مثالا للجد والمثابرة حيث كان ينام باكراً ويستقيظ فجراً لينجز جميع أعماله في وقتها.
والدته من سادة الشاخوري في بلدة التوبي، فجمع بين صفات عائلتي الجارودي والشاخوري وورث منهم الهمة والطاقة والعلم.
جده لأبيه الحاج مهدي الجارودي كان طبيبا شعبيا وجده لأمه كان عالماً أديباً.
كان محدود العلاقات في صغره ولم يخالط في صداقاته إلا أقارب الدرجة الأولى فقط.
درس الابتدائية والمتوسطة في بلدة التوبي وأكمل الثانوية في مدرسة القطيف المطورة الواقعة في وسط المحافظة، وكان من بين أول دفعة تدرس النظام المطور حينها.
تخصص في الكيمياء والأحياء وتخرج بمعدل عالٍ وأحب الطب البشري فدرس الطب فتخرج عام 1996 من جامعة الملك سعود ومستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض.
يذكر الجارودي أن بداياته في دراسة الطب البشري كانت سهلة بسبب الخلفية العلمية أثناء الدراسة بالنظام المطور إلا أن كثرة المصطلحات الطبية الجديدة وكبر المناهج والمراجع أخذت تستهلك جلّ وقته.
تعلم الجارودي أن يستفيد ممن سبقه من زملائه وجالس ذوي الخبرة للاستفادة عن كيفية اختيار الطريقة المناسبة للدراسة واختيار المراجع.
ابتعاده عن عائلته أثناء دراسته في الرياض أثر في نفسه كثيرا فقد كان مرتبطا بوالديه منذ صغره.
وكان من أصعب المواقف التي واجهته في أيامه الأولى لدراسته هو خوفه مع أحد زملائه من جثة خاضعة للتشريح ومع مرور الزمن تغلب على خوفه.
اجتهد في دراسته أيام المتوسطة وكان يهم بالمذاكرة والدراسة القاسية وحل الواجبات بعد أن يصلي الظهر ويتناول وجبة الغذاء.
في الثالثة مساء كان يذهب للمزرعة مع والده وأخوته ليساعدهم في فلاحتها.
كان يعود من المزرعة وينام باكراً ويجلس فجراً للمذاكرة وتحضير دروسه الجديدة وعلمته حياته العائلية التخطيط وتنظيم الوقت.
في العطل والاجازات كان يقصد المكتبات للبحث عن الكتب للمطالعة والقراءة وكان يلقى صعوبة في الحصول على الكتب والقصص في ذلك الوقت.
كان لاعب كرة قدم ضمن فرق الحواري عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية ومنتسبا لنادي التوبي الرياضي.
هواياته لم تشغله عن حب الدراسة ولم يقدمها على الجد والعلم.
الجارودي الذي نشأ بين المزارع ولم يكن في بداياته طالبا متفوقا ربما قدم أكبر إثبات بأن ”هدية“ صغيرة من معلم ربما تأخذ طلابا كثرًا على غراره إلى مصاف أهم الأطباء والباحثين في المملكة والعالم.