آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

كورونيات تاروتية: «3» مع كورونا

الدكتور أحمد فتح الله *

رافق أحمد «7 سنين» أباه إلى ”البيت العود“ «بيت الجدّ والجدَّة» ثاني يوم الحضر، في مهمة توصيل بعض المواد الغذائية والماء، والحاجات الضرورية الأخرى للجدَّين، المحظوظين بوجود من يهتم بهما في مثل هذا الظرف العصيب. كميل «4 سنين»، رفض الرفقة، وبقي في البيت مع الآيباد، شريك طفولته البريئة.

عاد الأب وابنه بعد ساعة تقريبًا. أحمد سبق أباه إلى داخل البيت، على عادة الأطفال؛ يدخلون البيت ركضًا، أمَّا إذا زعلوا، وتمددت براطمهم إلى ركبهم، حتى جرافة لا تستطيع جرهم للداخل. صاحت أمه:

- هيه هي … حمدووه … أول غسل ايدك زين عن ”الكورونه“....

- شوي شوي على الجاهل...

- انت وياه بعد، جايين من بَرَّه، ما دري ويش لمستو، ونت منتشوف أحد... مصافح وبوس... كوروونهْ تَرَ عمبالْكُم هرجه... كورونهْ...

سمعها كميل، المخطوف لساعات، عقلًا وحركةً، صرخ، بما بقى فيه من براءة الطفولة:

- أَنَا بَعَدْ أمْبَ معكرونهْ....

عمبالكم: على بالكم، تظنوا
أمْبَ"، تُمَّدُ أحيانًا "أمْبَا"، أصلها "أبغى" مِنْ "أبغي" أي أُرِيْد.
تاروت - القطيف