آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

بهذا حدثتني الطبيبة هبة الربح عن فيروس كورونا

جهات الإخبارية حوار: ليلى الزاهر - القطيف

قليل من الوقاية خير من قنطار علاج يربك حياتك وحياة الآخرين، ويضعنا في بؤرة ذلك الداء، ونحن في زمن كورونا امشِ على قدمك المكسورة ولا تترك أثر يديك على كتف أحدهم فربما تتصاعد أعداد المصابين بسبب اللامبالاة التي تُسيّر نمطك الفكري المحدود ناقلا العدوى لمن حولك.

بهذه الكلمات بدأت حواري مع الطبيبة هبة محمد الربح عن أزمة كورونا، وهي طبيبة سعودية متخرجة في جامعة الخليج العربي بالبحرين، واختصاصية طب طوارئ من مستشفى جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية.

في ضوء هذه الأحداث:

ما تقييمكم لعدد الإصابات في القطيف بعد فترة الحجر؟

حسب عدد الحالات المعلن يوميًّا، أعتقد أن مؤسسات الدولة قامت بدور استثنائي في محاولة احتواء الانتشار والحد منه. وأعتقد أننا نسير في الطريق الصحيح إذا استمرينا في التباعد الاجتماعي وحماية أنفسنا والناس من خطر العدوى.

كثُر الحديث عن عدم جدوى الكمام وفاعليته في انتقال هذا الفيروس فما هو الرأي الصائب الذي يفند هذا القول؟

المعلومات الحالية تشير إلى أن الفيروس ينتقل عن طريق الرذاذ وليس الهواء. هنالك أمور تجعل تطاير الفيروس أكثر، وبالتالي تزيد من احتمالية الإصابة، مثل وضع المريض على البخار أو وضع المريض على جهاز للتنفس، وفي هذه الحالات ينصح المختصون باستخدام إجراءات احتياطية، بما فيها الكمام، ومعاملة الفيروس وكأنه ينتشر بالهواء. وفي الوقت الحالي، لا يُنصح بلبس الكمام في الأماكن العامة إلا لمن لديه أعراض تنفسية أو عند مخالطة شخص لديه أعراض تنفسية، والمخالطة لفترة زمنية معينة ومن مسافة معينة. وغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار وتجنب لمس الوجه في الأماكن العامة هو أفضل ما يمكننا فعله لتجنب الإصابة.

كاد يُجزم الأطباء والمختصون في الصحة أنّ حالات الوفاة التي سجلها فيروس «covid - 19» انحصرت معظمها في كبار السن ممن تجاوزوا الخمسين عاما فما فوق أو من فئة الأمراض المزمنة ومرضى القلب والكلى.

فهل فئة الشباب في مأمن منه؟ وهل فرصة الشاب للنجاة أكبر من فرصة غيره؟

مع انتشار الفيروس وتحوله إلى جائحة أو وباء عالمي، ازداد عدد الحالات وبالتالي عدد الوفيّات في صفوف الشباب الذين لم تكن لديهم أي أمراض مزمنة. لا أعتقد أن أيًّا منا بمأمن من المرض. ما زال العدد الأكبر من الوفيّات من الفئات العمرية الأكبر ومن ذوي الأمراض المزمنة، لكن بعض المرضى الأصغر سنًّا وصلت بهم أعراض المرض للحاجة للمبيت في المستشفيات والمتابعة الصحية المستمرة.

من منعطفٍ آخر، بعض الدراسات تشير إلى أن تضرر الرئتين من الفيروس ربما يكون مزمنًا بالنسبة لبعض الشباب الذين تعافوا من الإصابة.

إنّ تأخر الحجر الصحيّ في بعض الدول الموبوءة كان سببا في زيادة أعداد المصابين وأصبح هو ذاته المنقذ عندما طُبّق بإجراءاته الصحيحة. فهل يُعد الحجر الصحي سببا رئيسيا لحصر هذا الوباء في زاوية واحدة ومن ثم مبارزته والانتصار عليه؟

الحجر الصحي واعتزال المجتمع أو التباعد الاجتماعي جنبًا إلى جنب هما سلاحنا الوحيد لمحاربة هذا الوباء. الحجر الصحي يعزل الحالات المصابة والمشكوك بإصابتها عن المجتمع، والتباعد الاجتماعي يحمي المجتمع من الانتشار السريع للمرض، عن طريق الحالات غير المحجورة، والذي قد يؤدي لشل حركة القطاع الصحي بتحميل القطاع عبئًا يفوق طاقته الاستيعابية بأضعاف.

ما الفرق بين العدوى البكتيرية والعدوى الفيروسية؟

لتبسيط المعنى: الفيروس هو عبارة عن بروتينات ومواد عضوية أخرى، وهو يحتاج إلى ناقل «كائن حي» للعمل والتكاثر. البكتيريا كائن وحيد الخلية وهي كائن حي أساسًا ولا تعتمد بالضرورة على كائن حي آخر للعيش والتكاثر. ليس من السهل التفرقة في الأعراض بين العدوى البكتيرية والعدوى الفيروسية لكن الفرق الأساسي يكمن في العلاج. لدينا الكثير من المضادات الحيوية للعدوى البكتيرية لكن مضادات الفيروسات تعتبر قليلة مقارنةً بالمضادات الحيوية.

أخيرًا:

نوّهت الدكتورة هبة الربح إلى أنّ هذا الفيروس جديد علينا وأن الدراسات الموجودة حاليًا ما زالت غير كافية للجزم بحقائق ثابتة عن فيروس كورونا.

ختاما لابد أن نقول:

إن تصنيف منظمة الصحة العالمية لمرض «covid - 19» المُسْتحدث بالجائحة يُفضي لوضعه في قائمة الأوبئة العالمية ويستوجب علينا في ضوء ذلك حفظ النفس كواجب يفرضه الإسلام.

ويقتضي العمل بالقاعدة التي تقول: ”لا ضرر ولا ضرار“ في المحافظة على أرواح الناس والالتزام بتعليمات جميع الأجهزة الحكومية قبل أن تتصدر البيانات الرسمية بالزيادة المفاجئة لأعداد المصابين.

يُقال: ‏ ”المرض خطيئة، والمحافظة على الصحة فضيلة“.

ونحن نقول: ”إن الاعتبار ضرورة، والحصيف يُقدّر الأوضاع ويخشى الأضرار، ويربو بنفسه عن الأخطار قبل وقوعها“.

فهل سوف ننتظر هذا الداء كزائر ثقيل يطرق أبوابنا أم سوف يتضاءل حجمه عندما نُخطط جيدا لمحاربته؟

حفظ الله بلاد الحرمين من الأوبئة وأدام الله علينا الأمان والسلام حكومة وشعبًا.