آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:17 م

النجومية في زمن كورونا

علي عيسى الوباري *

تمتلأ صفحات المجلات والصحف بصورهم

يشعرون أن العالم يأتي اليهم

لا يكلفوا أنفسهم الاتصال بغيرهم

الشوارع المشهورة بالعالم برودواي وأكسفورد ستريت والشانزليزية لا تخلوا

من خطوات أقدامهم وألوان وأشكال أزيائهم

هذه حياة نجوم السينما والإعلام ونجوم الرياضة، الممثل، الغني، الرياضي والمذيع والكاتب والكاتبة

يملأون شاشات الفضائيات

الجمهور ينتظر أخبارهم بكل جهة اتصال

أزداد شغف جمهور ومتابعي النجوم بعصر أدوات التواصل الاجتماعية وتطبيقات التكنولوجيا

يشعر النجم أنه في نمو في بيئة جمهوره ومحبيه

لا يطرق باب أحد، فالجمهور يلهث بحثا عن أخباره

المعجبون ينفقوا الكثير من أجل مشاهدة

النجوم في الملاعب وصالات العرض

يقفون في صفوف الطوابير لدخول صالات السينما والمسرح

استوديوهات هوليود تضج بصراخ المخرجين والممثلين

ملاعب مدريد الرياضية تضج بتصفيق الجماهير فرحا باللاعبين

يتزاحموا المعجبون عليهم للحصول على صورة للذكرى

النجم يرى نفسه كلما تقرب الجمهور له، يرفع مقعده في الجلوس حتى لا يراه ولا يضايقه أحد، يرتفع سهمه كلما جعل المعجب يجري وراءه

يقف خلف حجاب زجاجي حتى لا يقترب منه أحد

هذه حياة وطبيعة النجوم لم يتخيلوا أن يحرموا من جماهيريهم

لم يتصوروا أن وسائل الأعلام تنساهم ولا تستضيفهم

انشغلت كل الفضائيات وأدوات الاتصال الاجتماعي الاعلامي بما هو أهم للناس والدول

أكثر من شعر بالحجر هم هؤلاء النجوم

حرموا من أسواق أعمالهم وصالات عروضهم

يشعرون بالأسى بسبب الابتعاد عن من يرفع أسهمهم

ألم كبير بالنسبة لهم أن يحرموا من معجبيهم

ربما يشعر الكثير منهم بالغربة والكآبة

اعطاء مثال عن النجوم والحديث عن نجوميتهم لأنهم غالبا يعيشون الصراع بين الأضواء والشهرة من جهة والخوف على أنفسهم من جهة أخرى، فالعاملان يدفعان بهم إلى الابتعاد للحفاظ على صحتهم، فمن باب أولى أن يبقى غيرهم بعيدا منعزلا للحفاظ على أنفسهم وعلى الآخرين

الإنسان المتصالح مع نفسه ومستقر مع أسرته وعالمه الاجتماعي الصغير يقدر أن يعيش التباعد الاجتماعي بمرونة أكثر ممن اعتاد مناخ الصخب وجو الأضواء والصور وملاحقة المعجبين

فمن يعيش الهدوء والسكون مع نفسه، والتصالح مع الذات ومع من حوله، لا يتغير عليه الكثير ولا يشعر بالغربة ولا عن الناس ببعيد

هذا هو عصر فيروس كورونا غير أوضاع وبدل أحوال وعكس مفاهيم

أنها تجربة فريدة ربما فيها الأبتلاء لتجاوز المحنة بالمراجعة والجد والاجتهاد في البحث عن العلاج والدواء، هذه الحياة تجبرك على أمور لا تدرك أنها في صالحك وأفضل لك، إلا بعد خوض التجربة

لا ينبغي أن ننظر لانتشار فيروس كورونا من الجانب الصحي والسلبي فقط، أو أنه سبب في المكوث بالمنازل أقرب للعزلة والحجر لكن ينبغي أن يقيم الجميع ما بعد التجربة التي عاشها بعد زوال الغمة أن شاء الله.

لنتأمل:

قال الرسول ﷺ:

" مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا"

‏مدرب بالكلية التقنية بالأحساء،
رئيس جمعية المنصورة للخدمات الاجتماعية والتنموية سابقا.