آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:44 م

لمن نستمعُ وننشرُ في زمن الجائحة؟

فؤاد الحمود *

الإعلام وسيلة مهمة في حياة الشعوب حتى عُدَّ من أقوى الأسلحة في الوقت المعاصر والذي سميّ بأنه عصر الاتصال والفضاء المفتوح، والإعلام سلاح ذو حدين منذ أقدم العصور.

وفي الزمن الذي أصبحت وسائل التواصل بأيدي الجميع اصبح لزاماً علينا جميعا الحذر من تلك الرسائل التي تصل من غير أهل الاختصاص؛ خصوصا فيما يتعلق بالقضايا العلمية المصيرية وآثرها في زمن الكورونا.

ولأن للبيان سحرٌّ كما يقال؛ فقد يصل إلى القلوب دون العقول لشدة تأثير الوسائط المتعددة ومنها الرسائل الصوتية إذا ما أضيفت إليها أنواع من المؤثرات الأسلوبية أو المؤثرات الخارجية كالموسيقى وغيرها.

ومن ذلك مثالا يتضح الدور الذي لعبته - حديثا - رسالةٌ صوتيةٌ يبدو عليها الأسلوب الانشائي والانفعالي المؤثر فقد وجهت أنظار الكثير من المجتمع إلى اتخاذ قرار ورأي بأن زيادة ساعات الحظر المنزلي جاءت بسبب هؤلاء المتريضين في الممرات وأماكن المشي العامة، وبغض النظر عن صحة ما قاموا به من عدمه، إلا أنك تجد السيل الجارف والاندفاع في وسائل التواصل الاجتماعي وبعبارات غير لائقة في بعض الأحيان من الهجوم اللاذع على المتريضين!!

وللعلم إن تأثير ذلك لم يأت من فراغ أو من مصباح علاء الدين بفركة حصلت بل هو حصيلة ثقافة صنعتها وسائل الإعلام وأثرها على المستمع.

فحين يطالعنا العقل العلمي والمتخصص لبيان سبب زيادة ساعات الحظر في المنازل وأنه ناشئ من قراءة لحال الجائحة نجد أن جملة قد تخجل أو تختبئ ولا يكون لها الشجاعة في اظهار اللسان العلمي والاعتذار للمجتمع وتقديم الرسالة العلمية وتعضيدها كما ينبغي.

وهي مدعاة لإعادة التوازن لمن نستمع ولمن ننشر وكيف ومن أين نستقي المعلومة، رغم سهولة التواصل مع الأخصائيين من جهة وكمية المعلومات الشفافة التي تظهرها وزارة الصحة عبر مؤتمرها اليومي وعبر الرسائل المتنوعة التوعوية والتثقيفية إلى جميع أفراد المجتمع حتى عن طريق الرسائل النصية التوجيهية والتحذيرية.

كل ذلك جعل لزاما على المجتمع أن يعي من أين يستقي المعلومة ولمن ينشر.

وهنا أختم بهمسة أخوية: هل سنكون أبطالاً في نشر الرسالة العلمية من المتخصص في مثل هذه العلوم الدكتور محمد المحروس، كما أخذنا الحماس العاطفي الموجه في نشر رسائل الإعلامي المتسرع.

ولنتذكر أن الكلمة مسؤولية وأمانة فقد تُدخل بها السرور على قلب إنسان وقد تؤذي آخر، وما أحوجنا في زمن الجائحة إلى نشر التسامح والمحبة لما لها من تعزيز الثقة بأبناء مجتمعنا المسالم والمستجيب للقوانين وعدم جلد الذات على حساب الظهور الإعلامي.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
كريم
[ القطيف ]: 5 / 4 / 2020م - 4:11 م
أوجه تحية للأستاذ فؤاد على هذا الطرح الهادئ العقلاني ( الحضاري ) وطريقة تعاطيه مع الأحداث
ولا أنسى كذلك طرح الدكتور المحروس حيث حديثه العقلاني الحضاري بدوره .
أما سالفة بيض والناس تبيض كما جاء في الرسالة الصوتية التي تداولها الناس ..فهذا لا علاقة له بالحضارة وإنما ثقافة تقترب من الثقافة ( الشوارعية ) للأسف !