آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 12:49 ص

كورونا ماذا فعلت بنا

سهام طاهر البوشاجع *

الجمعة الرابعة التي تمر علينا ونحن في حجر وعزل عن الاختلاط بالآخرين خوفا من تفشي مرض وفايروس ”كورونا“ الخبيث خوفا على أنفسنا وعلى أحبتنا أن نفقدهم بمخلوق لا يرى بالعين المجردة فهو في قاموس نظرنا لا يعد شيء ولكنه أشرس مما لم تراه أعيننا وأقوى مما لم نستطيع أن نزن قوته بموازين القوة.

الأيام تمضي يوما يتلوه آخر ونحن جالسون نحرك أصابعنا أكثر من أقدامنا نتنقل بها بين مجموعات ”الواتس آب“ نتفقد الأحبة وبين برامج ”السناب شات“ نحضر ذواتنا مجسدة نرسلها أثيراَ لمن أضناه الشوق لرؤيتنا.

ويحضرني منظر ”عاملتنا“ حينما كانت تقتنص الفرص لتفتح هاتفها لرؤية أبنائها وتتحدث معهم عبر برامج الشات المصورة وفي وقتها لم تحركنا سوى بعض مشاعر تعاطفاَ معها أما الآن فقط أدركنا حجم شوقها ولهفتها لرؤية أحبتها الذين ابتعدت عنهم لظرف اختارته هي طواعية لسد لقمة العيش.

وها نحن نعيش كرها لا طواعية ما كانت تعيشه هي عن بعد.

”عن بعد“ أصبحت هذه الكلمة تجسد واقعنا في زمن ”الكورونا“.... الأعمال والمقاضي والصيدليات والتعليم كله أصبح عن بعد.

شيء ما في داخلنا يخالج شغاف أرواحنا لا يدركه إلا قلب أم لم ترى أبنائها لأيام طوال ولا تعلم إلى متى ستطول.

وأحاسيس لن يشعر بها قدر روح أب يتمنى أن تحلق حوله أحفاده وأبناءه في ظهر يوم ”الجمعة“ على الغداء كما كانوا يفعلون سابقا.

”كورونا ماذا فعلت بنا“ جملة كررها الكثير وما زلنا نكررها ولكن إلى متى.

كاتبة ومحررة في صحيفة المنيزلة نيوز