آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

عندما يغيب الضمير من بعض التجار هل تجده في العمالة الوافدة؟

عباس سالم

الضمير هو مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي تسيطر أو تتحكم في أعمال الشخص وأفكاره، وهو يشمل الإحساس الداخلي بكل ما هو صحيح أو خاطئ في سلوكه أو دوافعه، وهو ما يدفعه للقيام بالعمل الصّحيح.

أصبحت العمالة الوافدة هماً يؤرِق كل مواطن في هذا الوطن الغالي، بما تقوم به من جرائم بحق الوطن والمواطن، وتصدرت جرائم العمالة الوافدة وبعض التجار من المواطنين في الحملات الميدانية الأمنية في مختلف محافظات الوطن التي تقوم بها مختلف المؤسسات الحكومية والتي تنتهي بالإطاحة بعصابات من العمالة الوافدة تعمل على التزوير والغش في الكثير من أمور الحياة وخصوصاً في الأطعمة والمواد الغدائية بمختلف أنواعها.

الجولات الميدانية التي نشطة فيها البلديات ومختلف المؤسسات الحكومية بعد جائحة وباء كورونا، فرضت شروطاً صارمة على المحلات التجارية ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها المملكة في مكافحة هذه الجائحة، وأسفرت تلك الحملات مساء يوم الأحد 12 شعبان 1441 هـ عن تمكن مراقبو بلدية محافظة القطيف من ضبط 4 آلاف كجم من اللحوم المعروضة للبيع والغير صالحة للاستهلاك الآدمي، والتي تعرض للأسف في بعض الملاحم التي يثق فيها الناس وبعض مصدر لتزويد المطاعم بمنتجاتها.

العمالة الوافدة أصبحت قاسماً مشتركاً في العديد من الجرائم التي تحدث في البلاد، كالرشوة، والاحتيال، وتعاطي المسكرات، وتصنيع الأطعمة الفاسدة، واحتكار بعض السلع في المستودعات وغيرها من الجرائم اللاأخلاقية التي تكشفها لنا حملات المداهمة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في الوطن الغالي، للإطاحة بهولاء المجرمين من العمالة الوافدة ومن بعض التجار، وهذه الجهود من رجال الأمن تحتاج إلى تعاون ملموس من المواطنين للكشف عن العمالة الوافدة التي تعيث فساداً في الوطن وعدم التستر عليها.

الناس في الوطن الغالي أصبحوا كبش الفداء في المطاعم ومحلات التموين، ودائمًا يدفعون فاتورة الاستغلال والجشع إما من «جيوبهم الخاوية» أو من أرواحهم ثمنًا لما تقوم به بعض العمالة الوافدة وبراعة معدومي الضمير والإنسانية فى الاتجار بالأغذية الفاسدة، ويقابلها في الجهة الأخرى التأكيدات المستمرة لرؤساء البلديات في الوطن بضرورة رقابة الأسواق والضرب بيد من حديد على أيدى المتلاعبين بصحة الناس وسلامتهم، ومساعيهم لضبط الأسواق من الأغذية الفاسدة.

الكثير من البشر الذين نتعامل معهم كل يوم مهما اختلفت أعراقهم وأجناسهم، لديهم الاستعداد لارتكاب أفعال شنيعة لو أُتيحت لهم الفرصة، طالما ليس لديهم ضمير أو رادع أخلاقي داخلي، فالضمير هو العينان اللتان نرى بهما كي لا نقع في حفر الحياة، حين نرمي بأنفسنا في المغامرات التي تدعونا إليها، وهو الأُذنان اللتان نسمع بهما صوت المؤذن الذي يعلو بين ضجيج الأصوات.

ختاماً لم تكن حالات الغش هذه في الأطعمة والمواد الغذائية بمختلف أنواعها هي الأخيرة، طالما أن تلك العمالة الوافدة وللأسف بعض المواطنين ليس لديهم ضمير أو أمانة أو خوف من الله تعالى أو معرفة حلال وحرام، وطالما أن هدفهم الوحيد هو كسب المال بأي طريقة كانت.