آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

الوباء العالمي.. إن تموت جوعا أو تموت مرضا..

الدكتور محمد المسعود

بداية من الأسبوع القادم، ستبدأ إيران في الرفع التدريجي لإجراءات العزلة الوقائية. لأنها لا تحتمل مواجهة إنهيار الدولة ولا تملك القدرة على اطعام 90 مليون إنسان وهم في بيوتهم. الهند تقول ليس بوسعها أن تخير الفقراء بين الموت جوعا أو الموت مرضا... فإن كان المرض محتملا فإن الجوع متيقنا وبدأ يتحضر لقضم نصيبه من الطبقة الأكثر فقرا وضعفا ومرضا.

وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة اظهر رقما يتردد بين عشرة آلاف ومئتين ألف. إسبانيا خسرت 14% من اطبائها، وإيطاليا 9% وفي غزة ليست لديهم قدرة على استيعاب الحد الأدنى من القدرة على السيطرة. وكذلك ما يقارب 60% من شعوب العالم الفقيرة... وحتى أوروبا لديها فقر قاتل لكل المعدات الطبية والقدرة الاستيعابية للمنظومة الصحية.

العالم بات عاريا تماما وضعيفا وعديم الحيلة والوسيلة وإننا أمام عجز لا يستره شيء ولا يرفعه أحد. بدون مقدمات طويلة.. بدأت مساحة المقابر تتسع كل يوم... في كل مكان.. ولا يزال الوباء في أول حصاده.. هذا سبب كلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله أن الأسوأ لم يقع بعد واننا ننتظر شيئا مؤلما للجميع بوصفنا جزء من العالم ولسنا خارجه.

الصين لا يمكن أن نتيقن زعمها التغلب على الوباء. إذ لو صدقت لكانت قادرة على علاج الوباء في الدول التي أرسلت اطباءها إليها ولو بنجاح جزئي أو محدود. سيما وهي لا مصدر للمعلومات الطبية فيها خارج الحزب الشيوعي الصيني الحاكم والمستبد والكاذب دائما.

الأسبوع القادم. سيواجه العالم.. الكثير مما لا يحتمله ضميره.. وان الكثير من الواقع يتم مواراته مع جثامين الضحايا.. قرار أن تبقى في بيتك ليس قصة حياتك وموتك. أو كونك العلة القريبة لقتل الأبرياء من حولك ليس هذا وحده.. بل بات من فروض الوجوب الكفائي والذي يأثم الجميع إن تركوه.. وهو عيني أحيانا. فالوقت أطول من المتوقع.. والكثير من الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام.. سيحصد أرواحهم وحياتهم الوباء إن لم نساعدهم ونكفيهم مؤنتهم. حياة الكثير والكثير من الفقراء يتوقف على عطيتك وصدقتك وزكاة مالك.. ولا يكن المال أحب إليك من ثواب عتق رقبة من الموت ونيل ثواب حياة الناس جميعا. وان بخلنا اليوم به. وقع علينا وزر قتل الناس جميعا.. هذه المرة موتا كاملا حقيقيا مؤلما وليس مجازيا...

ولن تستطيع الدول والحكومات وحدها.. مواجهة هذا التحدي الأكبر الجديد الذي فرضه علينا الوباء العالمي أن يموت الفقراء حول العالم مرضا.. أو الموت جوعا.