آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 8:44 م

ناصفة شعبان

زكي أبو السعود *

الناصفة أو القرقيعان مناسبة يحتفل بها أهالي القطيف كبار وصغار. والجميع ينتظرها ويستعد لها، ولا يكاد يوجد بيت لا يشارك في الاحتفال وتوزيع المكسرات والحلويات على الأطفال المناصفين.

في مثل هذا اليوم من الأعوام السابقة، كان احتفال القطيف بالناصفة مختلفا تماما عن هذا العام. فقد كانت جموع الأطفال تطوف الشوارع بملابسهم الزاهية، وأيدي الصغيرات المخضبة بالحنة تقبض على الأكياس الممتلئة بالحلويات والمكسرات، والابتسامات على محياهم وهم ينشدون " ناصفة

حلاوة

قريقشون

حلو الكيس وأعطونا..

ربي يخلي وليداتكم سالمين غانمين

ناصفة"...

والزينات على البيوت ترسل رسائل الفرح. وأصوات القراء يصدحون في المجالس، والمستمعين يرددون وراءهم الصلاة والسلام على الرسول وآل الرسول.

ولكن هذا العام وبسبب وباء الكورونا المستجدة لم تحتفل القطيف بالناصفة كما اعتادت كل عام. فالجميع باقون في بيوتهم والأموال التي كانت ستصرف على هدايا الناصفة تم توجيهها للجمعيات الخيرية كهبة للمتضررين من الحضر الصحي ومنع التجول. والحمد لله كانت استجابة الأهالي لهذه الدعوة عالية وعن طيب خاطر،

وأظهرت مدى متانة اواصر التكاتف الاجتماعي بين الأهالي.

ونحن الآن في انتظار ناصفة رمضان، التي نرجو ان نستقبلها وقد انفرجت الازمة وتمكنت بلادنا الغالية والعالم اجمع من تخطيها.

لقد مرت على البشرية ظروف مشابهة، بل وأصعب مما تعيشه الآن، ولكنها استطاعت تخطيها ودحر مسبباتها، وإنشاء الله لن يكون يوم النصر على هذه الكورونا ببعيد، وتعود القطيف وكل الوطن يحتفل بهذا اليوم البهي، ويحييه كما اعتاد ان يفعله كل عام، والجميع بخير وسلام.

بكالوريوس في القانون الدولي، ودبلوم علوم مصرفية. مصرفي سابق، تولى عدة مناصب تنفيذية، آخرها المدير العام الإقليمي…