آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

الصوم والصحة

عبد الرزاق الكوي

العالم اليوم يعيش حالة صحية خاصة بانتشار وباء كورونا مما خلق واقع آخر على البشرية بشكل عام والمسلمين بشكل خاص للإرتباط الروحاني بينهم وبين هذا الشهر الفضيل، جعله الله شهر بركة وقبول ودعاء مستجاب من أجل كف شر هذا الوباء عن العالم.

وبما أن العالم يعيش الظرف الصحي للوباء، ففوائد هذا الشهر الكريم لا تقتصر فوائد الشهر الفضيل على النواحي الروحية والعبادة التي هي الأساس وتلاوة القران الكريم والأدعية المباركة والإستماع للمجالس الدينية وتفعيل العادات الإجتماعية، بل فوائد هذا الشهر تعم الجسم كما تعم النفس إذا تم الإلتزام بالقواعد الصحية، فقدعُرف الصيام منذ آلاف السنين قبل الإسلام عند معظم شعوب العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير من الأمراض، فالصوم هو ممارسة مرتبطة بمجموعة واسعة من الفوائد الصحية فكما هو هذا الشهر علاج للنفس وتطهيرها من ما تعلقت بها من ذنوب وتقصير، كذلك لها فوائد كثيرة على جسم الإنسان وصحة جميع أعضائه، من رأسه الى أخمص قدميه فلايمكن لهذا المقال القصير أن يبين كل الفوائد الصحية وشرح كل فائدة بإسهاب فلو ذكرنا كل عضو في جسم الإنسان وفائدته من الصيام لاحتاج إلى كتب وليس لمقال، فهو مصحة متكاملة وعلاج فعال ومصدر موثوق فله التأثير الكبير على الجهاز الهضمي، فالجهاز الهضمي عالم من الأسرار والتشعبات من القولون والبنكرياس والأمعاء يأخد الجهاز الهضمي في هذا الشهر في راحة بعد عناء سنة كاملة من الجهد المستمر، تجدد فيه الطاقة اذا اتبع الطريقة السليمة في الأكل بعد ساعات من الصيام، وقد اعتبره بعض الأطباء علاج لمشاكل جهاز الهضم، وللصيام تأثير على سلامة القلب والعقل والكلى والجهاز المناعي وتحسين وظائف الدماغ والتخلص من الوزن الزائد ويتحكم في نسبة السكر في الدم وتقليل الإلتهابات تحسين ضغط الدم ويؤخر الشيخوخة، ويساعد من الوقاية من أمراض السرطان.

فبركات هذا الشهر الصحية تعتبر كوقاية للصحة وتجنب الأمراض والإستغناء عن الأدوية وسمومها الذي بعضها له مردود سلبي وتأثيرات جانبية خطيرة على الجسم وأعضاءه، إن في دول الغرب مراكز ومستشفيات وعيادات متخصصة تعالج كثير من الأمراض بالصيام، وأظهرت الدراسات والتجارب كذلك المئات من الكتب الصادرة حول الصيام وهي لمؤلفين غير مسلمين، وجميعهم يؤكدون علاقة الصيام بالعمر المديد، ويؤكد كثير من العلماء أن الصوم هو أفضل طريقة.

يقول الدكتور «ماك فادون» ‌، وهو من الأطباء العالميين الذين اهتموا بدراسة الصوم وأثره.. يقول‌: ‌ ”أن كل إنسان يحتاج إلى‌ ‌الصوم وان لم يكن مريضاً... لان سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله‌كالمريض، وتُثقله، فيقلّ نشاطه.. فإذا صام الإنسان خفّ وزنه، وتحلّلت هذه‌ ‌السموم‌ ‌من جسمه بعد أن كانت مجتمعة، وما أن تذهب عنه حتى يصفو صفاء تاماً ‌. ‌ ومع ذلك يستطيع الصائم - ‌ ‌إذا أراد - أن يستردّ وزنه، ويجدد جسمه في مدة لا تزيد على العشرين يوماً بعد‌ ‌الإفطار، لكنه يكون قد تخلّص من أعباء السموم، ويبدأ يشعر بنشاط وقوة لا عهد له‌ ‌بهما من قبل‌“.

ولا تقتصر فوائد الصوم إلى إبطاء زحف الشيخوخة على خلايا الدماغ، حيث أظهرت دراسات علمية دور الصوم المتقطع، في تأخير هرم الخلايا الدماغية، ومساهمته في إبطاء نشوء مرض الزهايمر. هذه الدراسة أجراها المركز القومي لبحوث الشيخوخة في الولايات المتحدة الأمريكية، حول تأثير محتمل للصوم المتقطع، وبعض الحميات التي تنخفض فيها السعرات الحرارية.

فعلى المسلم ان يستغل هذه الأيام فكما يستفيد من التقرب لله تعالى بالعبادة ان يجعل نصيب من وقته للصحة وقوة الجسم فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، فالوقاية خير من العلاج، تطيل العمر مع التمتع بصحة جيدة.