آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

لا تنسوا جمعيتكم الخيرية من أعمال الخير

عباس سالم

عمل الخير من أفضل الأعمال التي يقوم بها الإنسان في حياته، ومن أهم مقومات المجتمع المترابط، وهو من الأعمال التي يحبها الله تعالى بأن تكون في عباده لكي يفوزوا برضاه وبالجنة التي وعد الله تعالى بها عباده قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.

الكلمة الطيبة التي يمكن أن يقوم بها الإنسان من دون أن يخسر شيء، لكنها تطفي نوع مميز من صفاء القلوب، ويجعل الحب والوئام يسود في المجتمع ويزيل البغضاء بين الناس ويضفي للحياة رونق خاص في التعامل بين أفراده، وحب فعل الخير والعطاء والطيبة للإنسان في التعامل مع الآخرين في المجتمع دون مقابل سواء من خلال الابتسامة أو مساعدة بسيطة أو مد يد العون للمحتاجين والفقراء، وهذه الأعمال تكون سببًا للسلامة النفسية والبدنية للإنسان بل ربما تكون سبباً في تطيل عمره.

مشاغل الحياة ومشاكلها وأزماتها خاصة في وقتنا الحالي في ظل أزمة كورونا التي لا نعرف متى تنتهي، والتي تقضي بأن يتعاون الناس فيما بينهم وأن ينفع بعضهم بعضا، وأن يُعمل المعروف بين الناس القادرين عليه من دون أن ينتظروا أو يطلب منهم أحد ذلك، ولا ينتظروا من الآخرين الشكر أو أن يكافئون، فالإنسان العظيم لا ينتظر جزاءه ممن حوله بل غايته أسمى وأغلى وهدفه أكبر من ذلك ويكفيه ثواب الله تعالى ورضاه، لان أبواب عمل الخير والمعروف واسعة ولا تكاد تنحصر في أعمال محددة.

أساس نجاح المجتمع هو تقديم المصلحة العامة على الخاصة، وإن أبواب المعروف واسعة وأعمالها لا تنحسر فالكلمة الطيبة بين الناس معروف وتقديم النفع والنصيحة بين الناس معروف وكف الأذى عن الناس ومساعدة الآخرين والعفو والتسامح ولين الجانب معروف وبشاشة النفس وكف آذى اللسان والهمز واللمز بين الناس معروف ومن خلال ذلك ستطيب النفوس ويعم الحب والتسامح والسلام بين الناس في المجتمع، فكن أنت صاحب معروف.

فعل الخير يغمر نفس الفاعل بالسعادة والرضا بنفس القدر الذي يسر المتلقي لها، وعمل الخير لا يقتصر فعله فقط في شهر رمضان المبارك بل أن تكون الحياة أبواب مفتوحة لفعل الخير في أي وقت ومتى استطاع الإنسان فعله، لكن فعل الخير في شهر رمضان المبارك يكون الأجر فيه مضاعفاً، وإن أصوات الناس وأيديها تتزايد بمدها لمساعدة الفقراء والمحتاجين في الشهر الكريم.

جائحة وباء كورونا التي عصفت بالبلاد والعالم كله، وتسببت بتعليق العمرة والحج، وعلق الطواف حول الكعبة الشريفة هذا العام، والكثير من الناس أصابهم الحزن والأسى بسبب عدم أدائهم العمرة والحج والطواف حول الكعبة الشريفة، فليكن طوافكم هذا العام حول الفقراء والمحتاجين المتعففين عن السؤال من أهاليكم وبين أحيائكم لأن الأجر سيضاعف لكم، فيا أيها الباحثون عن ثواب الله تعالى في زخرفة المساجد ابحثوا عنه في بطون الجوعى، وعلى جبين الفقراء، وبين دموع الأيتام، طوفوا حول ديارهم فما بين أزقتهم تجدون رضا الله تعالى في صرخات الأرامل والأيتام، وفي براءة الطفولة التي دمرتها المشاكل الاجتماعية.

طوبى لمن كان مفتاحا للخير وقد يكون جزاءه له في الدنيا أو يكون لك دخرا في الآخرة، والبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها فلا تبخل بها، ولا تسرق فرحة أحد ولا تقل فلان يستحق وفلان لا يستحق فقط افعل الخير وأدي ما عليك ودع الخلق للخالق، والأمانة أن تعين كل محتاج وأن تنقد كل مستصرخ ولو كنت تبغضه، وإن لم تستطع فعل الخير فأمسك نفسك عن الشر وعن القيل والقال، وابذر بذور السلام وازرع هنا وهناك حتى وإن لم يظللك الشجر، فإيصال الخير هو المطلوب وليس من هو فاعله لأنه وحده الله تعالى هو من يجازيه.