آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

رسالة ثناء وإطراء للزوجة / للزوج في زمن الجائحة

المهندس أمير الصالح *

يثابر الطالب الجامعي ليحصل على معدل تراكمي مميز يمنحه فرص أكبر للاستقطاب والتوظيف من قبل كبرى الشركات العالمية والمحلية. يجذب حسن معدله الدراسي الثناء والإطراء له من مسجل الجامعة الأكاديمي، فضلا عن أن المعدل التراكمي العالي يزيد من إمكانية الترشيح للطالب للحصول على منح الدراسات العليا. إلا أن خطاب شكر واحد يوجه لولي أمره، يجعل رصيد الطالب العاطفي والنفسي أكبر مما قد يتخيله الكثير من الناس.

يكدح كل موظف جاد ومثابر على مدى سنوات متعاقبة ويتطلع إلى تحسين تقييمه السنوي بشكل مستمر ليحظى بفرصة أكبر في الترقية وتحسين دخله المالي وزيادة رقعة تأثيره ونفوذه وقيمته في المحافل الصناعية أو التجارية والاجتماعية.  الا لنكلمه مدراءه وخطاب ثناء وإطراء في محفل عام للشركة  وامام الموظفين الآخرين يجعل من ذلك الموظف في حالة امتنان مستمر ويبذل جهودا مضاعفة حفاظا على سجله النظيف المشاهد به.

في الحياة الزوجية، الكثير من الأزواج الموظفين يغفلون عن إعطاء خطابات ثناء وشكر  لزوجاتهم في حفل ووجود أولياء أمورهن. ويكتفي البعض منهم بكلمات عابرة أو هدايا خاطفة دونما الاجتهاد لحفر تلكم اللحظات في ذاكرة الزوجة أمام أعضاء الأسرة والمحيط الأسري. حتما زراعة حدث الثناء والشكر في تجمع أسري يولد شعور كبير بالفرح والاعتزاز والامتنان والنجاح في حياة الزوجة، والعكس صحيح.

من منطلق فكرة إبراز الثناء والإطراء، شخصيا بادرت بإطلاق خطاب شكر وثناء موجه لوالد ووالدة زوجتي عبرت فيه عن الثناء لابنتهم وعرجت فيه على حسن زراعة روح المسؤولية في جنبات ابنتهم، زوجتي، وقد تجلت تلكم الروح في زمن جائحة كورونا بشكل أكبر. وكان من ضمن ما أوردته في خطاب الثناء والإشادة بتصرف: ”اعلم علم اليقين بان الإنسان عندما يريد أن يقترن بشريكة حياته، فإنه يبحث عن الكمال في الصفات في الطرف المقابل وفي كل شي يتعلق به من سلوك وذكاء وإدارة ومستوى دراسي و... . ا إلخ. ولم ولن يبلغ أيا منهما حد الكمال بكل مفرداته. ومن نعم الله على عبده هو تفهم الإنسان لتلكم الحقيقة واستيعابها منذ بداية مشواره في تكوين الأسرة والعمل في إطار تلكم القناعة، بعد بذل الجهد في البحث و الجد في الانتقاء لشريكة الحياة. ومن جميل نتاج العمل بتلك الحقيقة هو البحث عن الجوانب المضيئة والمشرقة في سلوكيات شريكة حياته والتغافل عن الهفوات البسيطة والمشاركة معا في سد النقصان وترميم الفجوات حيثما برزت. الحمد لله لقد كان لي ولابنتكم وعبر عدة عقود علاقة أسرية واعية ملؤها الحب والاحترام والمودة والتوقير والاعتزاز والمساندة. وعلي ضوء تلك المقدمة البسيطة، لعل من الواجب الأخلاقي الإشارة والإشادة لجميل أخلاق زوجتي «ابنتكم» ولمن ساهم في صنع هكذا درة مصونة. وأتقدم لك أيها العم الفاضل والعمة بوافر الشكر لجميل تربيتكم وحسن زرع روح المسؤولية وجذوة السند في زوجتي. بحمد الله منذ بداية أطلال الجائحة، أورقت روح المسؤولية بشكل أكبر وأبرزت روح التفاني بشكل أفضل بيننا من أجل خلق أجواء أسرية بناءة وهادئة وبعيدة عن أي أمور تعكر الصفو. بوركتم وبوركت ابنتكم وشكرا لك ولوالدتها. نسخة طبق الأصل: للزوجة الغالية.“

لعل محتوى الرسالة بسيط ولكنه محاولة معبرة تشيع أجواء الامتنان والمودة. وأتقدم بطرح هذا النموذج للأزواج حيث يمكن إعادة صياغته بما يتواءم مع المفردات اللغوية لكل شخص بطريقته المختلفة إلا أن الهدف واحد وهو شيوع الاستقرار والحب والمودة.

زراعة شجرة الحب والمودة تحتاج لمبادرات عديدة ومستمرة ومنها استمطار الكلمات الطيبة والإطراء المتزن ورفع الروح المعنوية والثناء الإيجابية والدعوات الخيرة والهدايا المتنوعة البسيطة والمعبرة. فلا تخجل من تبني خطاب الشكر منك لمن هم يعيشون حولك لخلق وضع أجمل وان قلت الموارد وطال الحجر المنزلي، فإن الحرمان أقل منه.