آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

عزيز قوم ذل

عبد الرزاق الكوي

وباء كورونا حرب شرسه وما تخلفه الحروب الا الخسائر والتأثير المباشر والغير مباشر على الأوطان والمواطنين، وينتج عن ذلك تردي الأوضاع المعيشية وتراجع الحركة الاقتصادية، وتأثر البنية التحتية.

يحتاج هذا الوقت المصيري إلى العمل والنظر في الأولويات التي يحتاجها الوضع الحالي، بوضع دراسات وخطط من أجل الخروج من هذه المعركة الخطرة بأقل الخسائر سواء الصحية أو الاقتصادية، وليس السير على وتيرة واحدة للوطن والمواطن فالسير على منوال واحديعني المزيد من التخلف وتراكم الأزمات وتردي الأوضاع والبقاء في حلقات مفرغة وما بعده هو الخسائر المتراكمة.

مثل هذه الأوضاع المحرجة والقاسية تحتاج نظرة مستقبلية من المختصين بالشؤون العامة والمواطن فإذا كانت المشكلة صحية هل واكب النظام الصحي مرحلة الوباء، أو هناك نقص ظاهر يحتاج بناء ومعالجة لمستقبل صحي أفضل ودور المواطن في هذه الأزمة، واذا كان لهذا الوباء تأثير اقتصادي ما هي الوسائل الناجحة التي يعمل بها من أجل مستقبل اقتصادي يخرج منه الوطن والمواطن بأقل الخسائر، وما هي القيود الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي يجب أن تفعل خلال الوباء وبعده.

لكل أزمه تداعيات ومخلفات بالنظرة الثاقبة تقلل الأضرار، سواء على المستوى النظام الصحي أو التأثير الاقتصادي على الوطن والمواطن، فعندما يتأثر النظام الصحي أو المستوى الاقتصادي للبلد ينعكس ذلك جليا على المواطن ومن بين أشد المتضررين هم أصحاب الدخل الحدود، فقبل الأزمة كانو يعانون من سوء الأحوال المعيشية وعدم القدرة بإيفاء الحد الأدنى من المتطلبات الضرورية، وجاء الوباء ليفاقم الأمور سوء وتراجع الحالة الى مستوى متدني عن المستوى الذي هم كانو فيه مسبقا، أصبحوا في حالة يرثى لها يحتاجون فيه الى تحسين أوضاعهم أو البقاء على أقل تقديرعلى حالتهم السابقة، يحتاج الوضع إلى نظرة واقعية ودراسة مجدية تنظر بعين الرحمة من أجل الخروج بنتائج تقي هذه الفئة وهي ليس بالقليلة من هذا الوضع، فلا صحة بدون واقع معيشي يلبي الحد المتوسط والمقبول لحياة كريمة لرب أسرة ينتظر راتبه ليلبي بعض الضروريات وما تبقى من الشهر في وضع لا يسر أحد، هذا اذا كان له راتب شهري، أماالمتضررين من أصحاب المشاريع الخاصة والصغيرة والعاملون بالأجر اليومي والأعمال الحرة المحدودة الدخل وأصحاب المتاجر والمحلات التي تضررت من الوباء فوضعهم أشد تأثيرا فقد تقطعت بهم السبل ووضعهم يرثى له فقد ادلهم هذا الوباء وأصبحوا بدون مصدر دخل، أصبحوا شبه عاطلين عن العمل وكل ما بقى الوباء ازداد عدد العاطلين والمتعففين بسبب العزل وتوقف مصادر رزقهم، مع الدعاء من الله تعالى أن ينقضي هذا الوباء سريعا بأقل الخسائر والضرر، يحتاج الأمر الى تقديم مد يد العون ليس من الجهات الحكومية فقط وليس على حساب المواطن الضعيف الإمكانات والحيلة، يوجد في البلد من رجال أعمال وملاك عقارات وأصحاب رواتب عالية ومؤسسات وشركات وموردين ومستشفايات أهلية، ووكالات عالمية وبنوك ومصانع وهناك قطاعات سوف ترجع للعمل بعد الوباء كل ذلك يملكون التريليونات والبعض المليارات والبعض الملايين، كل ذلك ساهم فيها الوطن والمواطن حتى وصلت إلى ما وصلت له من الخير، وأن تأثر المواطن ينعكس على القيمة الشرائية له وبالتالي المردود تتأثر كل تلك الفعاليات، ولن تتأثر عندما يقدم من اصحاب الأموال للوطن والمواطن القليل من كثير ما تملك، لن يؤثر ذلك على وضعها المالي بل تزيد بركتها وتحظى بشرف دعم من تسبب في وصولها لهذه المكانة، فالمواطن الحلقة الأضعف في الوضع الحالي بديونه والتزاماتها العائلية التي هي فوق طاقته، وهناك تجارب على نطاق العالم يمكن الاستفادة منها بتقديم أو مشاركة أو تنازل أو تضحية ولو بشئ قليل من أصحاب الرواتب العالية، فهناك مثلا راتب بخمسين الاف وراتب بخمسة الاف ريال، فلن يتضرر صاحب الخمسين الف اذا ساهم بجزء أو نسبة من راتبه خدمة وواجب وطني وإنساني، لكن صاحب الخمسة الاف ومنهم من راتبه أقل من ذلك يتأثر لأقل تغير ويزداد الأمر سوء لديه.

على نطاق العالم نشاهد رجال أعمال ومشاهير الرياضة ساهموا بشكل كبير قدموا مساعدات للجانب الصحي والإنساني، وفي عالمنا المتبرع يعرف كم من الأجر والثواب وعطاء للوطن.

وهناك فعاليات ومشاريع خدمية وترفيهية يمكن تأجيلها حتى تتحسن الأوضاع بمشيئة الله والجهود المبذولة وترجع الأمور لوضعها الطبيعي.

وكذلك على المواطن أن يغير أسلوبه المعيشي من الهدر الغذائي والتقليل من الكماليات والعادات والتقاليد والتفاخر والتباهي والتي يمكن بالحد من ذلك تتحسن الأوضاع.

حفظ الله هذا البلد وحفظ من يعيش على هذه الأرض.