آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

هاشتاق العقار في القطيف

ليلى الزاهر *

‏النقد الإنساني للمجتمع هو مرآة للتّقويم والإصلاح يُعلي شأنه ويقوم اعوجاجه.

‏وصاحبه ناقد نزيه هدفه البناء لا الإسقاط الاجتماعي، ومن إيحاءاته الجميلة: إنّ لك إرادة عنيدة تُغيّر مواقع الجبال.

قام بعض الشباب من القطيف بنشر هاشتاق يتحدثون فيه عن موجة غلاء أسعار العقارات في القطيف، واستمروا في الحديث عن وصف أحوالهم رغبة في إيجاد حلّ له وزنه الثقيل في الخلاص من مشكلة أسعار العقار المبالغ فيها وعدّه البعض فسادا فأراد رفعه لولاة الأمر والنظر في جشع تجّار العقار واحتكارهم لتجارة العقار بربح يدور في الفلك ولا يُلامس الأرض.

‏وبالنظر إلى الأسعار المليونية للأراضي البيضاء في القطيف والمنازل المتهالكة التي تُباع بأبهظ الأسعار يجب ألا يتوقف هذا الهاشتاق إلا بحلّ جذري ينهي الأزمة التي يرددها اَلشَّابّ القطيفيّ «أنا وزوجتي نعمل ولن نستطيع تأمينا مسكن»

‏ ⁧‬⁩ويظل السؤال العالق هل شراء منزل لأسرتي من الأحاديث المناميّة التي يعجز ابن سيرين عن تفسيرها، وتتلاشى في واقعنا؟

أم أن هناك ماردا سوف يستجمع قواه لنزع جميع ألوان الحزن المزروعة في طرقات الشباب بسبب حلم لن يتحقق مادام الدوبلكس ثمنه تعدى مليون ريال؟

ولن تنتهي مسلسلات السكن مع الأهل ماحبينا ولكن يوما ما لن تجد ذلك الوالد الذي يوفر المسكن لولده المقبل على الزواج كما هو الحال الآن عند البعض من الآباء المقتدرين ماديّا.

‏لماذا لا يطالب شباب القطيف بتوحيد أسعار الأراضي ليصبح سعر المتر في القطيف بمثيله في حائل أو في الباحة أو في أي منطقة أخرى من مناطق السعودية؟

‏القطيف ليست عاصمة إدارية أو منطقة ذات طابع ديني يقصده جميع الناس مثل مكة والمدينة حتى لايتحدث تجار العقار فيها إلا بالملايين لسعر الأرض.

لابد أن تزول تلك الأسعار الفلكية بزوال الجشع التجاري الذي يدور في سماء القطيف وتعود الأسعار كما كانت في متناول الشباب الكادح الذي يعمل ممزقا نفسه من أجل حياة كريمة له ولأسرته وفي نهاية المطاف يرهن حياته المتبقية ومدخوله الشهري لأحد المصارف البنكية طوال عمره.

‏يقول الرسول الكريم ﷺ:

﴿إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبرّ وصدق.

والكسب المشروع لايأتي بضرر على البائع والمشتري بل ستكافئ فيه ربحهما ونفعهما، وكما أن الكسب المشروع يبهج القلب فإنْ ممارسة التجارة دون إشعال شمعة للشيطان تكاد تكون مستحيلة في ضوء هذه الأسعار الجنونية لذلك لابد أن يكون لوزارة الإسكان كلمتها الفاصلة وتضع النقط على الحروف في مستقبل العقار في القطيف.

وتظل أقوال نبي الرحمة ترفرف في سماء الربح والتجارة إذ يقول ﷺ ﴿لايحتكر إلا خائن و﴿التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء

‏نستبق الأحداث ونحارب الأقدار وتبقى كُتُبنَا مفتوحة نضيف فيها ونحذف بأقلام مُقدّسة.. يَمْحو اَللَّه ما يشاء وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمّ الْكِتابِ، مهما طال بك الأمدُ سوف ينتهي صراعُ الأحداثِ في هذه الدنيا، وسوف يستأذن المؤلف ليضع نهايتها.

ولنا في الله تعالى أمل كبير بإصلاح أوضاعنا في قطيفنا الحبيبة، ‏آمالٌ فوق آمال ويبعث الله رِيحها أنّى شاء تعالى