آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

كورونا.. دولة الصين

عبد الرزاق الكوي

أظهر وباء كورونا الدور الفعال لمكانة دولة الصين وقدرتها لتلبية حاجات العالم من جميع المستلزمات الحياتية الضرورية وغير الضرورية، فهي القلب النابض لحياة أكثر الدول فتوقف ماكينة الإنتاج الصيني يؤثر على حياة الكثير من الدول ممن اعتمدوا على الكثير من الواردات منها، فما هو حال العالم لا سامح الله لو كان أثر وباء كورونا أكبر وعطل التصدير من الصين وإنتاجها الإجمالي يزيد عن أربعة عشر ترليون دولار سنويا، ما يشكل سبعة عشر في المائة من الناتج العالمي، تخسر التجارة بهذا التأثر المليارات من الدولارات بسبب تعطل الإنتاج الصين والبنك الدولي في دراسة أكد فيها أن انتشار الأوبئة والأمراض يكلف الاقتصاد العالمي نحو خمسمائة وسبعين مليار سنويا أو ما يوازي نحو سبعة في المائة من حجم الناتج الإجمالي العالمي.

اهتمت دولة الصين وعملت وخططت ووصلت لهذه المكانة لتجعل أكثر العالم لا يستغني عن منتوجاتها، لم ينصب توجهها في الجانب العسكري والسيطرة والتدخل في شؤون الغير بل بنت مستقبل يشار له بالبنان وهناك دول آسيوية تسير على خطى دولة الصين لتبرز في سماء القوة الاقتصادية، لتبني مستقبل مزهر واقتصاد فعال وقرارها يصبح بيدها إذا أمسك بمقاليد أمورها وعدم اعتمادها التام على غيرها مما يضعف قرارها السياسي، وفي مثل هذه الأزمات تخرج من انتشار وباء كورونا بأقل الخسائر بل بتقديم الدعم للعالم، فحجم صادرات الدولة الصينية للدول العربية يزيد على مائتين وأربعون مليار دولار سنويا وهو في تصاعد مستمر، تشمل هذه الصادرات من أدوات منزلية وألبسة وإلكترونيات وأدوات كهربائية وغيرها لا تعد ولا تحصى شملت حتى غاية في الخصوصية ما تتعلق بكل عادة أو بيئة يمكن أن تحققها هذه الدولة.

وساعدت هذه المخاوف من تأثر الإنتاج الصيني التنافس الشرس من أجل السيطرة على مقاليد الاقتصاد العالمي والحروب المعلنة والخفية ضد اقتصاد الصيني الذي برز بقوة وثقة معلنا مكانة جاءت لتستلم زمام الأمور بكل سلاسة أو استخدام ضغط سياسي أو مصالح شخصية مما يعكس دور جديد لقيادة زمام الاقتصاد على النطاق العالمي كنموذج يحتدا به ويدرس من أجل مستقبل اقتصادي حافل بالنمو، فرغم التنبؤ بتراجع مستقبل دولة الصين الاقتصادي بسبب وباء كورونا فشلت كل التوقعات حيث فشل من تنبأ بتراجعها، تعافت سريعا بما تملك من البنية التحتية القوية التي بنيت على أسس متينة وأسلوب علمي وعملي بعيدا عن الفساد والمحسوبيات، عالجت الوضع مع انتشار وباء كورونا بكل فاعلية وتصميم معتمدة على مكانتها الاقتصادية ووعي شعبي تكامل فيه مع دولته فكان النجاح والخروج من الأزمة بأقل الخسائر، تقدم فيه دور يتحلى بالمصداقية والوثوقية التي بالإمكان الاعتماد عليها والتعامل معها بكل ثقة أنها جديرة بعلاقات وصداقات مع الدول الأخرى بدون أجندات ومحاور وضغوط سياسية.

فالشعب الصيني كان له الدور الفاعل في نجاح خطط ومسيرة دولته قبل الوباء وأثناء الوباء بالتعامل بوعي ومسؤولية كانت ثمرتها ما يشاهده العالم من دولة راقية اسمها الصين.