آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:12 م

أهمية الوعي الاجتماعي للقضاء على فيروس كورونا

عمر الزاير *

بدأت السعودية يوم الأحد المرحلة الثانية من العودة الحذرة للحياة الطبيعية، بعد ثلاثة شهور من منع التجول الجزئي أو الكامل في أنحاء البلاد بسبب تأثير فيروس ﴿كورونا المستجد ”كوفيد - 19“.

وتتضمن هذه المرحلة عودة موظفي الجهات الحكومية للعمل بشكل تدريجي حتى 20 يونيو ”حزيران“. وذلك بالتزامن مع انخفاض عدد المصابين بالفيروس وارتفاع عدد حالات التعافي وما تزال الإجراءات الإحترازيه والسيطرة على إنتشار هذا الوباء قائمه من قبل وزارة الصحة وقد لاحظنا خلال فترة الإغلاق قد توقفت جميع الأعمال وجميع مناحي الحياة مما أثر بشكل سلبي على معيشة الناس بالضرر الكبير ناهيك عن أن هذه الخسائر هو عدم إستطاعة أي دولة تتحمل هذه الخسائر وكما لاحظنا تضرر القطاع الخاص بشكل كبير مما أثر على حياة الموظفين في هذا القطاع بضرر كبير بالرغم من تحمل الدوله الجزء الأكبر من رواتب الموظفين عن طريق برنامج ساند لمدة ثلاثة أشهر، ومع هذا اتخذت بعض الشركات قرار سلبي تجاه بعض موظفيها

والآن مع العودة التدريجية للأنشطة لابد للشركات وجميع القطاعات وكذلك المجتمع بجميع أطيافه من الإلتزام بالإجراءات الإحترازية الصحية الوقائية ومنها لبس الكمامات وغسل الأيدي والتعقيم والمحافظة على أكبر قدر ممكن من التباعد الإجتماعي والتجمعات الكبيرة ومن الواجب أن يكون كل فرد على قدر كبير من تحمل المسؤولية. لكن على اختلاف ردود الفعل فإن المؤكد هو إحساس الناس بخطورة ما يحدث، وأن الوباء الذي انتشر في المملكة بات الآن عالميا خارجا عن السيطرة وقريبا من كل فرد في هذا العالم.

من المعروف عن حياتنا الإجتماعية حب الحياة والتجمع مع الأهل والأصدقاء والحركة الدائمة المفعمة بالحيوية والنشاط ولقاء الأحبة بحرارة التحيهةكالسلام باليد والعناق والميل الى التواصل الروحي والجسدي كنوع من السلام أو عند تقديم التهنئة أو التعازي وهنا يلعب الوعي الجمعي دوره في المحافظة على النفس لأن مجابهة الجائحة نفسيا قد لا تقل أهمية عن مقاومتها جسديا. لكن الوعي التام بخطورة الوضع يشكل ضغطا نفسيا وعصبيا على الناس. فيفضل بعضهم الإستعاضة عن القلق الشديد والخوف بالإستخفاف بالوضع القائم بشكلٍ ما. يرى كل فرد الإجراءات الحاسمة المتخذة من منظاره، فالبعض يخشى إنقطاع السلع الأساسية وارتفاع أسعار المتوفر منها. بينما يفكر البعض الآخر في أعمالهم التي قد تتوقف تماما وأنشطتهم الاقتصادية التي قد تتضرر بشكل كبير خاصة أصحاب المشاريع الصغيره، كلها أفكار ومخاوف مشروعة قد تدفع من يشعر بها إلى السخط على هذه الإجراءات. لكن ارتباط هذه الإجراءات بخيارين الحياة أوالموت هو ما يكبح غضب البعض ورفضهم هذه الإجراءات، فتضعف إحتمالات الموت وقع الخسارة المادية. إن دور الوعي الجمعي واشتراك الناس في المصاب خلق بينهم وحدةً من نوع ما. وقد تكون طبيعة فيروس كورونا سريعة العدوى لعبت دورا في جعل الفرد يرى أنه جزء من مجموعة عليه أن يحافظ على سلامتها٫ إن لم يكن ذلك مدفوعًا بأسباب عاطفية إنسانية فإنه مفروض بواقع أنه إذا أصيب من حولك فإنك ستصاب به حتما. من هذا الوعي بضرورة العمل الجمعي في مواجهة وباء خارج عن السيطرة. من الملاحظ وجود عدة رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو الناس للإلتزام بالإجراءات الوقاية المعلنة، لكن هذا الوعي على أهميته لا يبدو منتشرا بما يكفي لمواجهة وباء عالمي خرج عن سيطرة أكبر الدول وأكثرها تقدما. لقد خالف كثيرون قواعد الحجر الصحي، ظنا منهم أنه لا قيمة له ماداموا لا يشعرون بأي أعراض للمرض، بينما يقول العلماء إن حامل فيروس كوفيد - 19 قد لا تظهر عليه أي أعراض لأيام. وباعتبار خطورة الوضع، عمدت السلطات في بعض الدول إلى إلزام سكانها باتباع التعليمات بقوة القانون وفرضت عقوبات بالسجن على من يخالف ذلك. محاولات البعض نشر بعض من الأمل والإيجابية عبر ”معلومات“ عن عدد الحالات التي شفيت من الوباء مثلا أو عبر تفنيد المعتقدات الخاطئة والأخبار الكاذبة التي انتشرت حول هذا المرض من المفيد نفسيا للمتشائمين ويعطيهم اطمئنان نفسي. على سبيل المثال أكثر المتفائلون يدركون أن مابعد جائحة كورونا ليس كما قبلها والمتشائمين مثلي لهم نظره مخالفة بذاكرة المجتمع والشعوب قصيره جدا، وسوف نعود كما كنا من قبل وننسى ماحدث لنا ولحياتنا الإجتماعيه والإقتصاديه من ضرراً كبير. في الحقيقة نرى تطبيق القانون بحزم تجاه المخالفين باتت ضروريه لحماية المجتمع والحد من الظواهر السلبيه لتصحيح هذه السلوكيات الخاطئة عند بعض الأفراد، مانلاحظه اليوم من زيادة الأعداد في المملكه في هذا الْيَوْمَ الأربعاء الموافق 11شوال حيث بلغ حسب إعلان وزارة الصحة عن تسجيل 2171 حاله إصابه جديده بينها 70 في القطيف و5 في صفوى وهذا العدد الذي في منطقتنا كل هذا بسبب تسيب وعدم مبالاه فئة قليلة من الناس بالرغم إننا نعيش في مجتمع واعي متعلم مثقف عنده شعور بالمسئوولية لكن تصرفات القله ذوي الظواهر السلبيه أعادت الأعداد إلى ماقبل الحجر وذلك بسبب ظهور بعض التصرفات السلبيه كالتجمعات العائليه وحضور بعض مجالس العزاء وعدم الإلتزام بالإجراءات جميعها.

غياب الوعي الجمعي والمسؤولية الأخلاقية بعد جائحة كورونا في بعض المجتمعات، وعدم الإلتزام بالتعليمات الصحية، هو أمر غير أخلاقي،. يساهم في الضغط الكبير على الطاقم الصحي ويعطل جهود العلاج ويستنزف طاقات الدولة. فأن تكون غير مصاب لا يعني الإستهتار وإنما من الواجب الشعور بأن أزمة كورونا هي أزمة عالمية

هاجسنا الآن بالرغم من كل هذه الظروف خلق مجتمع مثقف واعي متكاتف يملك حس المسؤولية الإجتماعية والوطنية ولديه القدرة على توعية وتثقيف مجتمعه كلٌ حسب إختصاصه مع التركيز على كل فرد حيث له دور مهم ومؤثر في إنجاح الجهود التي تقوم بها مؤسسات الدولة وكذلك مؤسسات المجتمع كافة وبالتالي نشر ثقافه مفيدة للمجتمع وبالتالي القضاء على هذا الڤيروس وتحقيق الأهداف المرجوه ببلوغ النتائج الإيجابية التي يسعى الجميع نحو تحقيقها.