آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 12:54 ص

كورونا.. هل عادت الحياة؟

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

هل حقا بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها؟ يبدو الأمر كذلك مع ازدحام الشوارع والاحتشاد في المجمعات التجارية، قد تكون البهجة بالعيد بعد أيام من الحظر. أما الأمور فهي في طريقها إلى العودة إلى طبيعتها، أما طبيعتها الجديدة التي ستعود إليها فليس مؤكدا أنها تتطابق مع طبيعتها قبل أزمة كورونا، فكل شيء تغير، وأصبحنا أمام حالة جديدة. قد لا نتفق على ما إذا كانت الأزمة ستنجلي على واقع جديد لم نعهده من قبل، لكن ما قد نتفق عليه هو أن تجربة كورونا لقنتنا دروسا اقتصادية قاسية: «1» أن الاعتماد على مورد وحيد لم يعد مستداما؛ يرتفع يوما ويهبط يوما. «2» أن الاعتماد على أساليب الإنتاج التقليدية مكلف ماليا واجتماعيا. «3» أن العبرة بالإنتاج وليس بالدوام والتوقيع فوق الخط وتحت الخط. «4» التقنية هي ”أكسجين“ اقتصادنا، وليست العمالة الرخيصة. «5» التحول الرقمي أنقذنا؛ مشروع وطني علينا نشره في كل بقعة. «6» القطاع الخاص بحاجة إلى إعادة هيكلة جذرية، فوضعه بعد الأزمة ليس ملائما البتة. «7» للتطوع قيمة اقتصادية عالية لم نكن ندركها. «8» هناك أنشطة اقتصادية أهملناها «مثل التجارة الإلكترونية» التفاتنا إليها سيدر علينا خيرا وفيرا. «9» يتسع المجال لكل مواطن ليعمل، فلا وجود لعمل غير مناسب، أنت تجعله مناسبا ومربحا. «10» ألا ننسى التصرف الأناني لمنشآت القطاع الخاص التي حققت أرباحا لأعوام، ثم ألقت موظفيها في العراء سريعا، تسريحا وخصما وتسلطا على الإجازات. «11» أن التستر آفة الآفات، ومن يفد للعمل هنا إما أن يكون موظفا نظاميا يتلقى راتبا، وإما مستثمرا نظاميا يدفع ضرائب. «12» أن المنشآت المجهرية والصغيرة والأسر المنتجة محور اقتصادي اكتشفته لنا الأزمة من جديد وللمرة الألف. «13» لا بديل لنا عن الرياديين والمبدعين، فهم من يجلب النجاح والتفوق والتميز للاقتصاد. علينا أن ندعمهم وندعمهم ثم ندعمهم حتى ينجبوا مشروعا. «14» الاقتصاد محصلة لجهود المنتجين، أما ”المتبطحون“ فهم عبء ثقيل. «15» تستحق تطبيقات المتاجر الإلكترونية التفاتة ضخمة، فتجارتنا الإلكترونية نضجت أعواما خلال أسابيع تحت وطأة الأزمة. «16» أن من يستطيع أن يستغلك سيستغلك، وأن محدودية تغطية خدمات التوصيل نقطة ضعف هائلة تتطلب حلا جذريا. «17» أن كثيرين يستخدمون أوراق النقد «الكاش» ليس لأنهم تقليديون بل ليخفوا مكاسبهم. «18» ينطوي استقدام العمالة على تكاليف خفية علينا إعادة احتسابها لتحميلها لمن يستقدم. «19» حاجتنا إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي تتزايد إلحاحا، فأكثر الاقتصادات تضررا في الأزمات الذي يتبع أساليب إنتاج متقادمة. «20» الأهمية الاستراتيجية للإنتاج المحلي من زراعة وصناعة تحويلية تفوق أضعافا أهميتها الاقتصادية. أما الدرس الكابوس فهو أن نعلن النصر مبكرا فتقوى كورونا وتعود كما عادت إلى سنغافورة وكوريا.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى