آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

العنصرية في أمريكا.. إلى أين؟!

حسين أحمد آل درويش

إن تكرار حوادث القتل والعنف..التي تمارسها عنصرية الشرطة الأمريكية ضد مواطنيها من ذوي البشرة السمراء.. أدّى إلى ارتفاع أكثر من 7500 شخص قتلوا خلال السنوات السبع الماضية.. وفي فترة حكم الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب حيث بلغت عدد الحوادث نحو 34,000 حادثة خلال الأشهر الثمانية الأولى عام 2019 م. وشهدت البلاد خلال السنوات الماضية عدة مظاهرات واحتجاجات غاضبة لمناهضة العنف ضد المواطنين الأمريكيين من أصول أفريقية. آخر حوادث القتل والذي راح ضحيتها المواطن ا لأمريكي من ذوي البشرة السمراء «جورج فلويد» من ولاية مينيسوتا.. مما تسبب في ذلك اندلاع مظاهرات واحتجاجات شعبية رافضة بقوة ضد وحشية الشرطة وعنصريتها الهمجية،، وإنهاء خدمة أربعة ضباط متورطين بهذه الحادثة المروعة وإحالتهم إلى القضاء الأمريكي.

إن التميز العنصري في المجتمعات الأمريكية.. قد يكون أشد وأخطر فتكًا من الطائفية البغيضة التي تنخر في بعض بلداننا العربية والإسلامية.. فعلى مدى الصراع الطويل بين السود والبيض في أمريكا لم يستطيع أحد القضاء عليه إلا أمثال مارتن لوثر كينج الذي استطاع أن يضع رباطًا حول عنق العنصرية.. بفضل صبره وحكمته وشجاعته.. وقدم حياته ثمنًا.. لذلك في عام 1968م.. حيث مثلت قصة اغتياله وتصفيته صدمة لكل الأمريكيين.

تبرز العنصرية بقوة عند الجيش الأمريكي.. وهي نتاج للعنصرية السائدة في المجتمع وذلك على الرغم من إن الدستور الأمريكي يمنع التفرقة بين الناس على أساس اللون أو الجنس أو الدين أو غير ذلك.. إلا أن العنصرية مغروسة عند معظم الأمريكان.. فالواقع يقول: إن الأسود يعيش غريبًا وسط مجتمع البيض.. ينظر إليه في كل لحظة نظرة دونية تمامًا.. نتج عن كل ذلك شعور شديد بالكراهية في قلوب السود وليس للبيض فقط.. ولكن للحياة بكاملها.. ولهذا نجد معدلات الجريمة في السود عالية جدًا.. أكثر السجناء في أمريكا هم السود.. وجرائم القتل والمخالفات الكبيرة للقانون يقوم بها أغلبهم هم السود ويتم محاكمتهم بأقصى العقوبة.. كل هذا من أثر ممارسة العنصرية والتمييز بحقهم دون مراعاة لكرامتهم الإنسانية والوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدني ونظرتهم الدونية على أساس اللون والجنس.

وأخيرًا.. يتساءل الكاتب إميل أمين.. هل لا تزال نار العنصرية.. مشتعلة في النفوس الأمريكية بعد نحو خمسة عقود من الاعتراف بالأمريكيين من أصول أفريقية.. كمواطنين كامل الأهلية في ستينيات القرن المنصرم؟!.. يجيب على هذا السؤال؟! يبدو للأسف.. أن العنصرية لا تزال ضاربة جذورها هناك وأن هناك من الدلائل ما يؤشر إلى ذلك بقوة.