آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

متعافية من كورونا: الحرمان من احتضان إبني كان الأصعب في حياتي

جهات الإخبارية نداء آل سيف - القطيف

- أصيبت بكورونا هي وثلاثة من أبنائها اضافة لخادمتها.

- وتقول: كنت أخفي آلامي عن أولادي خوفا على نفسيتهم

- استمرت معاناتي 40 يوما وعودتي كانت أجمل مفاجأة لأبنائي.

أكدت متعافية من كورونا على ضرورة الحذر من التجمعات وعدم الخروج من المنزل الا للضرورة، مشددة على أهمية الصبر وعدم التذمر من البقاء في المنزل من أجل حفظ الصحة التي هي أغلى ما يملك الإنسان.

وكانت الشابة زهرة الحداد في العقد الثالث من العمر أصيبت هي وأبنتها في الخامسة عشرة من عمرها وولداها البالغان من العمر 11 و 5 سنوات، بالإضافة إلى العاملة الأجنبية.

وبدأت قصة العائلة مع اتصال من مكتب الطب الوقائي في الرابع من أبريل، طالبين خضوع البنت التي تبلغ الخامسة عشرة للفحص بعد اكتشاف حالات إيجابية لمجموعة من الطالبات في فصلها الدراسي.

وأضافت عملت ابنتي فاطمة الفحص وظهرت النتيجة إيجابية وتم نقلها لفندق في الدمام في السابع من أبريل ولم تكن تعاني من أية أعراض،

وبعدها تم طلب الطب الوقائي من جميع أفراد الأسرة والعاملة المنزلية، وبعد يومين من الترقب والانتظار والقلق ظهرت النتيجة إيجابية لي وولدي وابنتي والعاملة، منوهة بأن زوجها وابنتها الصغيرة كانت نتيجتهم سلبية.

وتابعت الأم عند سماعي الخبر كنت في صدمة وخائفة ولم أعرف ماذا أفعل، وطلبوا منا إخراج ابنتي الصغيرة البالغة من العمر أربع سنوات وارسالها إلى منزل عمها.

وأضافت وهي تمسح دموعها كانت المرة الأولى التي أفارق فيها ابنتي، لكنني حاولت تمالك نفسي عن البكاء أمام أولادي وبدأت اشرح لهم الوضع وطمأنتهم بأن الله معنا واعتبارها رحلة للراحة والهدوء.

ومضت تقول في العاشر من أبريل جاء الإسعاف ونقلنا إلى الفندق «الحجر الصحي» لأن أولادي لم تظهر عليهم أي أعراض، أما أنا فقد كنت أشعر بضيق في التنفس لأني مصابة بالربو، لافتة إلى تعاون الطاقم الطبي وجهودهم الكبيرة لاسيما الدكتور نايف الذي وصف لي العلاجات والأدوية.

وقالت الحداد كنت أخفي ما أشعر به من تعب وإرهاق عن أولادي خوفا على نفسيتهم وكان عليّ الاعتناء بهم رغم التعب والعب معهم.

ومضت تقول ابني الكبير كان متفهما بحكم عمره بينما الصغير ذو ال 5 أعوام كان رافضا للأكل ودائم البكاء راغبا في العودة للمنزل مشيرة إلى تأثر نفسيته من جراء وجودنا فكان حساسا ويتضايق سريعا.

وأكملت حديثها مرت الثمانية أيام ثقيلة ومرهقة وهي المدة التي قضوها معي لاسيما وقت أخذ المسحة للفحص، مشيرة إلى أنه تم أخذ المسحة أربع مرات من أولادي.

وبمشاعر الأم الحنونة قالت: في كل مرة يتقطع قلبي لرؤيتهم يبكون خوفا وألماً ولكن الأطباء كانوا صبورين وحنونين على الأطفال.

وتابعت آخر مرحلتين من الفحص كانت تظهر نتائجهم سلبية في الوقت الذي ما زالت نتيجتي إيجابية، وهنا كنت سعيدة لأن أولادي تعافوا بشكل سريع وفي نفس الوقت كنت خائفة ومتوترة من بقائهم معي في نفس المكان ولكن الدكتور طمئنني بأنه لن تنتقل لهم العدوى مرة أخرى نتيجة المناعة التي تشكلت عندهم ضد الفيروس شريطة أن أكون حذرة من الاقتراب منهم.

وبصوت مخنوق أضافت صعب علي كأم أن أمنع طفلي من الاقتراب مني أو عناقي وهو الذي اعتاد على احتضاني في كل وقت فكان يقول لي أريد أن أحضنك ماما كانت كلماته تخنق العبرة في داخلي وتؤلمني.

وتابعت بعد صمت لثواني مرت الأيام إلى اليوم الذي ظهرت فيه نتيجة أولادي سلبية وبإمكانهم الخروج للمنزل ولمست الفرحة والبسمة على وجوههم فكانوا كأنهم طيور تحلق في السماء.

وتابعت بقيت مع ابنتي البالغة الكبرى التي نقلها الطبيب معي وكانت خائفة وقلقة كلما رأت أعراض المرض وصعوبة التنفس وكنت أحاول طمأنتها بأنني بخير، حتى اليوم الذي ظهرت نتائجها سلبية وسمح لها. بالعودة للمنزل.

وتابعت أكملت رحلتي مع مقاومة الفيروس، كانت أيامًا صعبة ومتعبة حيث كنت أعاني من الزكام وضيق التنفس وتغير صوتي ولا أشعر بحاستي الشم والتذوق وعانيت من فقد الشهية فكنت أجبر نفسي على الأكل واعتبرته دواء وليس طعاما استمتع بمذاقه.

وتذكر الأم أنها كانت تأمل بالعودة للمنزل قبل حلول شهر رمضان بعد ظهور نتيجة سلبية، لكن بعدها عادت النتيجة إيجابية.

ومضت تقول شعور غريب وحزين انتابني لدخول شهر رمضان. وأنا بعيدة عن أسرتي، وكنت أمضي بعض الأوقات في قراءة الكتب المتنوعة وتطوير نفسي في اللغة الإنجليزية ومحادثة عائلتي وصديقاتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وبفرح تضيف بعد معاناة دامت 40 يوما في الحجر الصحي وطول غياب عدت إلى منزلي واستقبلتني عائلتي بمشاعر السعادة لا سيما أطفالي الصغار الذين كانت عودتي أسعد مفاجأة لهم، مضيفة بأنها لم تتمالك نفسها حينما أخبرها أولادها بأنهم كانوا يسألون الله يوميا أن تعود لهم قبل العيد.

وأشادت بالجهود المبذولة لتوفير كل الاحتياجات للمرضى والموجودين في الحجر الصحي، مشيرة إلى أن التجربة الصعبة علمتها الصبر والعزيمة والتعاون.

ونصحت الجميع بالالتزام بالتعليمات وعدم التهاون بالذهاب للأماكن العامة الا للضرورة والابتعاد عن أماكن الزحمة، قائلة كل التجمعات واللقاءات نستطيع تأجيلها ولكن صحتنا لا تعوض إذا فقدناها أو إذا رحل أحد أحبابنا.

وأضافت لا تتذمروا من وجودكم في منازلكم أو من مشاغبة أبناءكم لنتحمل ذلك بكل حب ما دمنا بصحة جيدة علينا استشعار النعم التي بين أيدينا وعدم التركيز على عدم الخروج من المنزل والتجمعات.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 6
1
عباس
[ القطيف ]: 6 / 6 / 2020م - 11:19 م
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ على سلامتهم
2
ابومصطفى
[ القطيف ]: 7 / 6 / 2020م - 12:04 ص
الحمد لله على سلامتكم وسلامة افراد العائلة فردا فردا، وكل ذلك بفضل الله سبحانه وببركة تحليكم بالصبر والايمان بان الله سبحانه مجيب الدعوات وهو قريب "يجيب دعوة الداعي.." .
نحن سعدنا كما انتم بهذه النتيجة وتجاوز المحنة، واخر السوء ان شاء الله.
وندعوا الله ان يوالي جميع المصابين والمرضى الصحة والعافية، وان يحفظكم جميعا من كل مكروه.
والشكر موصول لشبكة جهينة والقائمين على جهودها 🌹
3
سلمى المغاسله
7 / 6 / 2020م - 2:17 ص
الحمدلله على سلامتكم جميعاً والله يكشف الغمه عن هذه الامه بحق محمد وآل محمد
4
سلمى المغاسله
[ الجش ]: 7 / 6 / 2020م - 2:19 ص
الحمدلله على سلامتكم الله يكشف الغمه عن هذه الامه بحق محمد وآل محمد
5
ابوحسن
[ القطيف ]: 7 / 6 / 2020م - 11:37 ص
الحمد لله على السلامة أجر وثواب ان شاء الله
6
أم محمد
[ سيهات ]: 8 / 6 / 2020م - 2:50 م
الحمد لله على السلامة و ربي يمن على الجميع بالصحة و العافية اللهم ان نسألك الشفاء لكل مريض بحق محمد و آل محمد اللهم ازل عنا هذا الوباء برحمتك و لطفك يا ارحم الراحمين