آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 11:39 م

المناسبات الاجتماعية والدينية

عبد الرزاق الكوي

بعد عدة شهور من القيود المشددة على التجمعات والحضر عن الاختلاط لدواعي صحية من خوف وقلق من الوباء، مرت مناسبات عزيزة على الناس من أراح وأتراح وغيرها من المناسبات، كان الناس في حسرة على عدم أحياء الشعائر والمناسبات، والآن بعد مدة من المنع خففت القيود تَدْرِيجِيًّا حتى انتهى الأمر إلى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، وهنا تبدأ المسؤولية الفردية هي المحك بعد فترة ليست قصيرة عاشها الجميع في العزل، فالوضع الحالي ورجوع الناس إلى وضعهم السابق من الحركة والتنقل والزيارات وإقامة المناسبات الدينية والاجتماعية من أفراح وأتراح وصلة رحم وأعياد وشهر محرم الحرام قادم وإحياء مناسبة عاشوراء الإمام الحسين ، مع تمني الجميع ودعائهم أن تحل هذه المناسبة العظيمة والوباء قد انتهى وزال ويحيي الناس هذه المناسبة في شهادة إبن بنت رسول الله ﷺ.

في ظل هذا الوضع لازال الوباء ليس فقط ينتشر بل يحصد أرواحا عزيزة وترحل إلى مثواها مخلدة الحسرة والحزن في القلوب، بالمسؤولية والاهتمام كان بالإمكان الحد والتقليل من هذه الإصابات والموت المتربص، فمع رجوع الناس إلى حالتهم الطبيعية سوف تفعل كثيرا من المناسبات وهذه المناسبات مع عدم الحذر والحيطة سوف تكون بيئة خصبة لانتقال الوباء بشكل كبير، فالدولة قامت أولاً بسن القوانين وتعطل بذلك كثير من الأعمال والمصالح من أجل الحفاظ على الصحة العامة والآن تخفف عن المواطن المزيد من الحجر المنزلي والعودة للحياة الطبيعية.

وتبقى الآن المسؤولية على كل فرد وتفعيل العقل الواجب الوطني من أجل السلامة في الأسرة والمجتمع من جميع العلاقات والفعاليات والمناسبات والتجمعات الاجتماعية والخاصة وأماكن التسويق والديوانيات وغيرها التي يمكن الامتناع عنها أو تخفيفها والاستغناء عنها بالتواصل عن طريق الأجهزة الذكية وقضاء كثير من الأمور عن طريق المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمات.

فالمحافظة على النفس واجب ديني، أهم من جميع المناسبات سواء الدينية أو الاجتماعية المختلفة، فالأمر لا يتعلق على إصابة فرد بل نقل الوباء إلى أعزاء من أبناء في عمر الزهور وإلى أمهات وآباء ذهبوا إلى رحمة الله وخلفوا الحسرة، ويمكن في أحيان كان السبب عدم الحرص والاهتمام بالوقاية والإلتزام بالاختلاط غير المبرر.

المجتمع ولله الحمد توجد عنده خصلة التجمع الأسري في المناسبات والمشاركة كواجب وهذه خصلة حميدة لا توجد في كثير من المجتمعات ولكن الواقع الحالي كواجب حتمي أن يقلل من هذه الخصلة وتقتصر إحياء المناسبات والتجمعات إلى الحد الأدنى، إذا كانت مناسبة يحضرها عامة الناس سابقًا أن تقتصر على أفراد الأسرة، أو العائلة، فالكرة الآن في ملعب المواطن في أن ينعكس تصرفه على حماية نفسه وعائلته ومجتمعه، للحد من هذه الكارثة، بالتصرف الحكيم وتحديد الأولويات وفق معايير صارمة، حتى لا تطول فترة هذا البلاء وتنعم الإنسانية بالفكاك منه.

مناسبات الأفراح مثل الزواج ليس من واجباتها في الأيام العادية حضور أكثر أفراد المجتمع وبالتالي في هذه الفترة بالأحرى أن تكون مثل هذه المناسبات على نطاق ضيق جِدًّا، حتى لا يتحول مثل هذه المناسبات السعيدة إلى انتقال الوباء وتتحول الأفراح إلى أحزان.

وكذلك في مناسبات العزاء في هذه الفترة الحرجة أن تكون فقط بعد الدفن نباشرك في مكان مفتوح والعمل بالإجراءات الضرورية للسلامة والوقاية، كذلك صلة الرحم رغم أهميتها فلابد من أخذ الحيطة فمن يزار بعضهم من كبار السن وهم لكبر السن يفقدون المناعة فمسؤولية الجميع العمل على سلامتهم فالأمر يحتاج إلى موقف شجاع من الجميع وأن التهور ليس من باب الشجاعة بل هو عدم مسؤولية أخلاقية وقلة عقل بل يصل إلى المحرمات شرعا، فدول استطاعت تحقيق نتائج سريعة وناجحة بتحمل المسؤولية والخلفية الثقافية لأهمية الالتزام بشكل أكبر في هذه المرحلة، خدمتهم التكنولوجيا واستفادوا منها في كثير من أمورهم الحياتية في قضاء كثيرا من أمورهم الخاصة والعامة من تسوق وبنوك وتعليم وخدمات حكومية التي لا تحتاج إلى تواجد شخصي لإتمامها.

فالقوانين الصارمة ليست هي الحل فقط بل الوازع الديني والأخلاقي هو الأهم فليحارب الجميع الوباء ويحارب كل فعل فيه انتهاك يعرض المجتمع للخطر والناس للمرض.. حفظ الله تعالى البلاد والعباد من شر هذا الوباء.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أبو حسين
[ القطيف ]: 24 / 6 / 2020م - 6:07 م
رأيكم عين الصواب وعلى الفاهمين أن يفهموا أن هذا الوباء لا يرحم وعلينا أن نأخد العبرة من الذين قد غرس هذا الوباء سهامه فيهم فبعض قد رحلوا وبعض يعانوا ولم ينجوا إلا ما رحم ربي.