آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:17 م

رجل العطاء في ذمة الخلود

عبد الله الناصر

كان يوما مغطى بسواد الحزن، بشوارع الأوجام الصامتة، وشحوب وجوه المارة فيها. شعور من الضيق وعدم التصديق يصيب كل من وصله خبر أنك أغمضت عينك للأبد يا أبا مهدي.

كانت بيوت الأوجام تدعو لشفائك، لرجوعك لبيتك وسط أحبابك، نعد الأيام ليرحل هذا الوباء عن جسدك، بقي الوباء ورحلت أنت.

نزل علي وقع وفاتك كصاعقة أنهكت كياني، وقفت من هول المصيبة، بشعور من الوجع يغوص بأعماق قلبي، لماذا يرحل الطيبون سريعا؟ لماذا يرحل من يعطون بالحياة أكثر مما يأخذون؟

لماذا يرحل المبتسمون أصحاب الروح الطيبة؟

أعزي قريتي التي فقدت برحيلك رجلا ذي يد بيضاء سخية بالعطاء، عاش عمره يزرع الخير بيننا، والذي سينبت من بعدك أشجارا مثمرة ستجعل قريتك سخيه لك بالدعاء دائما.

بيتك وصيدلياتك وتبرعاتك التي تركتها أبوابا مفتوحة؛ لخدمة أبناء قريتك لتعم الصحة للجميع بالمجان، كانت آخر رسالة منك تخبرهم فيها أن بتعاونكم سيرحل عنا هذا الوباء.

أعزي نفسي لفقدي جار، رصيد جيرتي كبر بمعرفته، أعتدتك يا أبا مهدي وألفت حواراتك وصدق محبتك، وبنبل أخلاقك وبساطة معشرك،

باب بيتك مغلق وأنا أتخيلك أمامه كما كنت تقف أسمع صوت تحيتك وسلامك وابتسامتك. أعلم ان هذه الخيالات سترافقني مدة من الزمن كلما مررت بمنزك.

لا يليق بك هذا الوداع، يوجعني أن تدفن والأوجام كلها ترغب بحضور عزاء يليق بك، أدرك أن الله لا يغفل تكريم عباده الصالحين، رحمته ستنير قبرك ودعوات الناس لك سترفع مقامك عند ربك.

لأنك جئت رجلا بثوب الإنسانية والكرم، ولأن رحيلك لا يسد مكانه أحد، رزقك الله مهدي ليواصل مسيرتك وحفظ اسمك، سيكون مهدي كما كنت بل وأكثر لأنه من صلبك وأصلك.

رحمك الله يا أبا مهدي، وجعل روحك مع السعداء والصبر والسلوان وأعظم الثواب لمحبيك وأهلك بهذا المصاب.


التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
Ff
7 / 7 / 2020م - 6:26 م
الله يرحمه برحمته الواسعة .. الوباء صاير ياخذ الناس واحد ورا الثاني ياربي لطفك بعبادك 😭