آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 9:58 ص

الهوة الثقافية أو «التخلف الاجتماعي»

جعفر العيد

يوم الاثنين الماضي كانت الأرقام تشير إلى 437 حالة مصابة بالكورونا في منطقة القطيف كأعلى الأرقام المصابة في هذا اليوم على مستوى المدن السعودية.

انه لأمر محزن ومحبط في نفس الوقت.

والقياس إلى عدد السكان فإن نسبة الإصابة تبلغ 72 لكل الف شخص من السكان وهذه نسبة كبيرة.

هذه الأرقام تسلط الضوء على نقطتين هامتين على المستوى الثقافي الاجتماعي في القطيف.

# الأولى / هي قوة القيم والأعراف والاعتقادات الاجتماعية في المجتمع القطيفي.. فكم هو صعب. للغاية مغادرة الواحد منا هذه القيم «الكرم؛ النخوة؛ بر الوالدين؛ التواصل والتلاحم الاجتماعي» والتي نعتقد أنها في الأصل هي عادات إسلامية حسنة تربى وعاش وفقها المجتمع سنوات طويلة من الزمن؛ المشكلة ان الافراد قد يواجهون أزمة وصراع في داخلهم بين الأقدام على ماتمليه عليهم الذاكرة الشعبية؛ وبين الأحجام عن التواصل الاجتماعي بالنظر للمخاطر المصاحبة لذلك الأمر.

وبلاشك أن مجتمعنا في القطيف استفاد دروسا كثيرة وكبيرة؛ من بعض هذه التجارب الاجتماعية التي حدثت بشكل عفوي.

إذ بدون تلك التجارب لايمكن الوثوق بأننا لن نذهب إلى كارثة إنسانية حتمية... فبعد واحدة أو أكثر من التجمعات الاجتماعية لتقديم العزاء أو العرس أو أية مناسبة... تعلم الناس أن يمنعوا إقامة العزاء بالكامل؛ أو المناسبات الأخرى وهذه فائدة كبيرة.

# الثانية/ أصبح معروفا على صعيد النظريات الاجتماعية ظاهرة «الهوة الثقافية» أو التخلف الثقافي. والتي توصل لها عالم الاجتماع وليم اوجبرن في دراسته عن التغير الاجتماعي «التخلف الثقافي»؛ والتي تتضمن بشكل عام صعوبة التغير الغير مادي الداخلي «القيم والمعتقدات» للثقافة الاجتماعية؛ في مقابل سرعة التغير المادي الاجتماعي الظاهري مثل المظهر والرفاهية. والتقنية.

ويبدو لي اننا قصرنا في العمل على التغير الثقافي الداخلي للمجتمع؛ وإذا كانت بعض الإشارات السلوكية المجتمعية التي توحي لنا بأنها تغيرات في القناعات... فما هي إلا سلوك تكيفي مع الوضع يساير الموجة؛ ويتجنب العقوبات المفروضة؛ ولا يوحي بتغير اجتماعي داخلي غير مادي حقيقي قد حدث... وهذا مايطلق عليه اوجبرن «الهوة الثقافية» أو التخلف الاجتماعي.

المشكلة ان صعوبة التغير في القطيف تكمن في أن القطيف تشبه أسرة كبيرة مكونة من عدة أسر متشابهة في هذه القيم والعادات؛ التي لايمكن أن تتغير الا ببطء شديد يتناسب واستيعاب البشر لامتصاص هذه الصدمه؛ ويراهن الاجتماعيون على طوال الفترة؛ والعمل على التغيير.. التي يمكن أن ينتج مجتمعا جديدا بقناعات محدثه.

فعلى القائمين على التغيير الاجتماعي؛ التحلي بالصبر؛ والعمل الدؤوب على التغيير؛ وعدم استعجال النتائج؛ فهذه التغيرات هي سنة كونية... لايستطيع الإنسان مهما بلغت قدراته التسريع من وتيرتها؛ فالأمر راجع لله سبحانه وتعالى... جلت قدرته..

مايمكن أن يقال هنا إقرار مبادئ هامة جدا مثل «تحمل المسؤولية»؛ ولا للعقوبات.. الاجتماعية. كالنبذ والتعيير؛ والملامة؛ والسب والشتم.... الخ.

حمى الله الجميع.