آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

هل ينشر المتعافي من مرض كوفيد 19 الفيروس بعد فترة الشفاء

الدكتور محمد الشبيب *

تعقيبا على ما نشرته صحيفة آفاق الإلكترونية نقلاً عن الدكتور سعيد الجارودي بأن ”الشخص المتعافي يمكنه نقل الفيروس 100% بعد 8 أيام“، أقول بأن الأخت الناقلة للخبر لم توفق في صياغته ويتضح ذلك من خلال وجود بعض الأخطاء الإملائية والأخطاء العلمية التي لا يمكننا أن نتصور أن يقع فيها شخص مثل الدكتور سعيد حفظه الله. لذلك فإن هدف كتابة هذا المقال هو دفع التوهم بل وربما الهلع والخوف الذي قد يحدثه المقال الذكور آنفاً.

منذ يوم 27 مايو 2020 الماضي أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تعديلات في تحديد المتعافين من الإصابة بالفيروس، فبعد أن كان تأكيد التعافي من المرض يتطلب مسحتين سلبيتين تفصل بينهما مدة 24 ساعة على الأقل، أصبحت شروط التعافي لا تتطلب إعادة المسحات والتحاليل الطبية بل تعتمد بشكل أساسي على وجود الأعراض أو عدمها. ولذلك فإن شروط التعافي الجديدة هي:

أولا: من لديه أعراض واختفت فإن يصبح متعافيا بعد استيفاء الشروط التالية:

إكمال 10 أيام منذ بداية الأعراض

اختفاء الأعراض مثل الكحة أو صعوبة التنفس أو ارتفاع درجات الحرارة في الثلاثة أيام الأخيرة على الأقل.

أمثلة تطبيقية: لو استمرت الأعراض عند شخص لمدة 5 أيام يحتاج 5 أيام أخرى لإعلان شفائه، لكن لو استمرت الأعراض 14 يوم مثلا ثم اختقت فهو بحاجة إلى 3 أيام نقاء بدون أعراض لكي نتأكد من شفائه.

ثانيا: من أصيب بالفيروس وليس لديه أعراض مطلقا يعتبر متعافيا بعد 10 أيام من نتيجة الفحص الإيجابية.

هذا التعديل في شروط التعافي تبنته وزراة الصحة بالمملكة العربية السعودية وتم العمل به. إلا أن الحالات المشتبه بها والتي حصل لها اختلاط بمصابين فيجب عليهم الحجر المنزلي لمدة 14 يوما.

بعد تعافي المصابين ليس هنالك حاجة لإعادة المسحات والتي لو تمت لظهر بعضها إيجابيا أيضا نتيجة أن بعض الأجزاء المتحللة من الفيروس لا تزال موجودة في الجسم ولكنها ميتة ولا ضرر منها على الشخص الحامل لها أو على غيره من الناس لأنها غير قادرة على النمو والتكاثر.

هذا التعديل تم بناء على دراسات متعددة اعتمدت عليها المنظمة العالمية. الأيام الخمسة الأولى من الإصابة يكون خطر العدوى فيها مرتفعا خصوصا عند من يعاني أعراض المرض نظرا لقدرة الفيروس على التكاثر داخل الخلايا وعدم وجود أجسام مضادة تمنع هذا التكاثر، لكن قدرة الجهاز المناعي على تصنيع الأجسام المضادة للفيروس بعد 3 إلى 5 أيام من الإصابة تكبح جماح الفيروس وتقضي عليه في الأيام الخمسة التالية ويتم الإعلان غالبا عن التعافي بعد اكتمال عشرة أيام مع ذهاب الأعراض.

يبقى السؤال: هل يكون الشخص المتعافي ناقلا للعدوى بعد تماثله للشفاء، أي بعد مرور 10 أيام على الأقل منذ إصابته؟

الدراسات والتجارب المخبرية أجابت على هذا التساؤل، واستخدام التجارب الحيوانية ساعدت في فهم مخاطر انتقال العدوى. قام فريق من الباحثين بحقن أحد القوارض ويسمى الهامستر «يشبه الفأر» بفيروس كورونا سارس المستجد CoV - 2 ثم وضعوه منذ اليوم الأول بعد الإصابة مع مجموعة من الهامستر السليمين فحدث الانتقال إلى كل المجموعة السليمة، التجربة أعيدت بنقل هامستر آخر في اليوم السادس من إصابته ووضعه مع مجموعة سليمة فلم ينتقل الفيروس لأحد أفراد تلك المجموعة.

دراسة أخرى أجريت على 9 من مرضى COVID-19 يعانون من أعراض خفيفة إلى متوسطة وأثبتت النتائج عدم قدرة الفيروس رغم وجوده على النمو أو التكاثر بعد عدة محاولات لزراعته من العينات التي تم أخذها من الجهاز التنفسي بعد 8 أيام من ظهور الأعراض.

دراسة كندية مماثلة تمت على 90 شخص مؤكد الإصابة وتم جمع عيناتهم بعد اليوم الثامن من الإصابة ولم ينجح فريق العمل في زراعة أي عينة من عينات المرضى ما يدل على انعدام خطر العدوى كلما تقدمت الأيام بعد الإصابة. هذه النتيجة أكدتها دراسة أخرى قامت بها جامعة هونج كونج وهذا ما أقره مركز مكافحة الأمراض في أمريكا بأن كل محاولات الزراعة للفيروس بعد اليوم التاسع من الإصابة عند من اختفت أعراضهم كلها فشلت مما يؤكد موت الفيروس فعلا حتى وإن بقيت بعض أجزاءه المتحللة، لذلك أعلن المركز أن نسبة خطر العدوى مع اكتمال اليوم العاشر هو صفر بالمائة. ولذلك فإن المتعافين يستطيعون أن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي ولا مخافة منهم أو عليهم. ويستثنى من ذلك كبار السن والمقيمين في دور الرعاية المنزلية وأصحاب الأمراض المزمنة وذوي المناعة الضعيفة فإمكانية انتقال العدوى منهم وإليهم أكبر من غيرهم ويحتاجون وقتا أطول لإعلان تعافيهم.

لهذا السبب ربما جاءت التوصيات بالسماح للمتعافين بأداء فريضة الحج لهذا العام بسبب التحصين الذاتي الذي نشأ عندهم بعد الإصابة مع استثناء من أشرنا إليهم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
علي حسين
[ القطيف ]: 8 / 7 / 2020م - 10:10 م
السلام عليكم
شكرا لك دكتور على التوضيح وسؤالي هو على الذين استثنيتهم من مدة التعافي وهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وأصحاب المناعة الضعيفة كيف نتأكد أنهم شفوا تماما غير قادرين على نقل العدوى للآخرين؟؟
تحياتي
2
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 9 / 7 / 2020م - 1:23 ص
السلام عليكم

إذا كان الفايروس يعلق على الأسطح والأجسام فعلينا اعادة الحسبة والتدقيق

من الوارد أن يلمس المتعافي جسم ملوث وينقل التلوث من خلال لمسه لأجسام أخرى

ليس شرطاً أن يكون الفايروس داخل الجسم

حتى لايغفل البعض المتعافي عن هذه النقطة المهمة
استشاري علم الأدوية والباحث في علم الجينات والأحياء الجزيئية بمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بالشئون الصحية بالحرس الوطني