آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

كورونا رفيق غادر

زكريا أبو سرير

كم فقدنا من الأحبة من هنا وهناك، كم خسرنا من الأنفس والمال، كم باعدتِ من الأحباب، وما زلنا نتباعد وما زلنا نخسر وما زلنا نعيش الحسرة تلو الحسرة، وما زلنا نعيش على وجس وحذر وخوف من حسرات ذهبت ولا سمح الله من فراق قادم.

كورونا فرق بيني وبين أمي وأخي وأبي وأختي ووالدي وجميع أرحامي وأصدقائي، ووضع حدا لكل شيء وأضرم نارا في كل مكان وجعل الدنيا من إعمار إلى خراب، ومن بيوت عامرة إلى بيوت خاوية. كورونا أنت المستقبل الأسود، وأنت الشبح المخيف الغادر، كورونا أنت رفيق غادر كذاب لا أمان لك بيننا وبين أحبتنا، ولا حتى في دور عبادتنا.

أنت وحش كاسر فتاك لا رحمة عندك ولا شفقة. كورونا أنت مخلوق ليس مرغوبا فيه بيننا ولا في أرضنا. إذن ارحل من حيث أتيتِ ارحل ارحل ارحل فكل العالم يقول لك بضرس قاطع ارحل دون رجعة ولا هم يحزنون. ولا بد لك أن ترحل شئتِ أم أبيتِ فلا بد أن ترحل فإنك مخلوق مكروه مبغوض. وإن كان هناك «كورونات» من البشر مثلك يرغبون فيك وفي معشرك وهم عون لك في فتك الأحبة ودمار البلاد ومعيشة العباد وتفريق الاحبة فلا بد أن يرحلوا جميعهم ويهجروا أرض السلام ودور العبادة وبيوتنا ومجالسنا ومزارعنا فنحن عباد الله وجنوده في أرضه بإيماننا وصلاتنا ودعائنا وثباتنا وتوكلنا عليه ونحن خلفاؤه في أرضه وعامرو أرضه.

نحن من اختارهم الله من عباده دون سواهم لا أنت يا كورونا كنتِ كوفيد_19 أو غيره فلا بد أن ترحل وتعود الحياة أجمل ويتجدد الأمل ويتنفس الصعداء وينطلق الجميع في كل مكان مودعا كابوسا أسود وعدوا ظالما وذكرى مؤلمة لن تنسى أبدا، وهناك تاريخ سوف يكون شاهدا عليك وعلى دمار كوكبنا لأنك فتكتِ بنا وبالبشرية دون رحمة وتحت سبق الإصرار والترصد ولا بد لقانون عادل ان يحاكمك وربنا وعد ولن يخلف الله وعده حين قال جل جلاله: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ «42» مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ «43» [سورة إبراهيم]