آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

حديث الصداقة في محراب الحب

علي ناصر الصايغ

آدم الثائر الحسيني

الحديث عن الحاج أبا رقية هو حديث عن الحب، فكما أن الحب بحاجة لمشاعر صادقة وأحاسيس مرهفه تنبع من رحم العلاقة التي تتجاوز مفهوم الصداقة والصحبة، كانت تربط بيننا علاقة نبيلة صادقة وأخوية لأكثر من ثلاثة عقود، هذا الرجل تنساب الكلمات في سجاياه الجميلة وأخلاقه الرفيعة وتقواه وورعه، وصدق ما يحمله من مشاعر طيبة واهتمام واضح اتجاه أهله وأقاربه وأصدقائه، بل يحمل مشاعر دافئة وأحاسيس إنسانية مع الجميع.

رجل تحدى مرارة الحياة وقساوة الزمن وانطلق لرحابة العيش وكوّن نفسه وبنى حياته ورسم له خريطة حياة، نظر للمساحة البيضاء وتجاوز النقاط التي ينشغل بها البعض، طموحه بدأ منذُ أن قرر أن يُكوّن نفسه بنفسه ويبني حياته بتعبه وجهده ويقفز على كل العوائق التي تقف في طريقه بأي وسيلة وأي طريقة، لجأ للمقربين من أصدقائه ليطرح عليهم أفكاره، يستشير أصحاب الرأي، يناقش الأفكار التي يسمعها بكل ذوق وأدب، ويطرح رأيه بثقه وموضوعية، تجده يعترض ولكن دون أن يختلف مع أحد، يتتبع بعض ما يصل له من أخبار وأن دعىٰ الأمر ذهب إلى مصدرها الرئيسي ليصل إلى حقيقتها.

بنقائه الداخلي وصفاء قلبه ونواياه الطيبة يُشعل روح الأمل في نفوس المقربين منه، فبقدر ما كان يتألم عندما يسمع عن أحد شي مؤسف كان يحاول أن يحيى روح التفاؤل ويبعث الأمل من جديد ويضيئ عتمة النفس بكلمات وروايات وقصص عن أهل البيت .

ومن المواقف اللافته للنظر والتي تحتاج لوقفة وتأمل أنه يتجنب أن يُسجَل عليه موقف خاطئ دون أن يوضح حقيقته قبل أن ينصرف، وحتى في مزاحه مع الجميع يحذر أن يؤخذ عليه موقف، إذا قال شيئاً مزاحاً لا ينصرف حتى يوضح حقيقة ما قاله أنه كان مزاحاً حتى لا يؤخذ بعين الحسبان، ومع شدَّته في المزاح مع البعض الا أن ضحكته المرتفعة تضفي جواً من المرح والفكاهه.

دائماً ما كان مبادراً لإحياء المناسبات الدينية والإجتماعية ويحرص كثيراً على إحياء مواليد أهل البيت ووفياتهم، من خلال تهيئة الأجواء المُناسِبَة ودعوة الشخصيات الدينية والأكاديمية للمشاركة.

فقبل ثلاثة عقود حمل على عاتقه هو ومجموعة من الأخوة المؤمنين تأسيس أول موكب حسيني على مستوى المنطقة في الوقت الذي كان فيه الرواديد يُعَدَون على الأصابع ولم تكن هذه المواكب المنتشرة بَعدْ ولم يكن هذا الكم المبارك من الرواديد موجوداً في الساحة الحسينية، ولكنه أخذ على عاتقه إحياء مراسم عاشوراء بكل ما هو متاح من الوسائل التي تخدم القضية الحسينية، لإظهار المناسبة بالمظهر المناسب من حيث التنظيم وتهيئة الأجواء أن كانت المناسبة شهادة أو كانت ولادة.

وعلاقته بأهل البيت فهي علاقة وطيدة وعميقة بكل ما للكلمة من معنى ويترجم ذلك حرصه الكبير على زيارة النبي وأهل بيته كل ما أتيحت له الفرصة، وأما علاقته بالإمام الحسين فهي علاقة إيمان راسخ وعقيدة نابعة عن يقين، فمن الصعب وصفها في كلمات ولكننا نستطيع أن نسلط الضوء عليها من خلال عشقه وشغفه ولهفته للإمام الحسين من خلال تحديه لكل الظروف في سبيل أن يذهب للزيارة في كل عام وتحديداً زيارة الأربعين، ففي أي وقت أن أتيحت له الفرصة يغتنمها ويذهب للزيارة وأن كلفه ذلك الكثير.

فهنيئاً له وجاهته بالحسين والتي أضاءت القلوب بمحبته، وهاهم محبيه ينثرون فضائله وسجاياه، ويستعرضون سيرته الجميلة ويتذكرون مواقفه النابعة من وعي وإيمان وعقيدة، ويهدون لروحه الطيبة الآيات والدعوات والصلوات.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
زكريا ابو سرير
[ تاروت ]: 12 / 8 / 2020م - 1:29 م
سلمت اناملك عزيزي ابو محمد وجعله الله في ميزان حسناتكم وحفظكم الله.. ورحم الله فقيدنا السعيد ابا رقية رحمة الأبرار..