آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:02 م

بدون زعل لا تمصخوها... أيام عاشوراء

الدكتور نادر الخاطر *

ما زال المسؤولون يقومون بدورهم في تطبيق الاحترازات الوقائية من أجل سلامة الوطن والمواطن، فالحد من التجمعات في مجالس عاشوراء مع تطبيق الاحترازات الوقائية أمر طبيعي ويتوافق مع الظروف التي يعيشها العالم بعد جائحة كورونا، إذ تعد التجمعات الكبيرة أحد أسباب انتشار الفيروس، والحد من التجمعات الكبيرة لا يعد مطالبا اجتماعيا فقط، بل هو مطلب شرعي، أجمع عليه أغلب علماء المدرسة الشيعية الذين شددوا على ضرورة الحد من التجمعات في المجالس العاشورئية والالتزام بالاحترازات الوقائية.

لكن للأسف خرجت أصوات نشاز وصدرت سلوكيات مرتبكة تسيئ إلى موسم عاشوراء، وتهدف إلى تمزيق المجتمع لرافعة شعار التحريض والسلبية، فالبعض صرح بأن المجتمع لا يريد إقامة عاشوراء والآخر يقول سوف يمنعوننا من إحياء ذكرى الحسين ، بينما ساق آخرون حججا مزيفة بمقارنتهم الحسينيات مع المولات والأسواق، لماذا؟... ليش؟... أش معنى؟... يا كيف؟... مقارنة بين المولات والحسينيات من حيث الحضور والحركة.

هذه الأصوات السلبية فلت من يدها خيط الغزل والسمك عبر إطلاق عبارات مثل: تضيق على عاشوراء، منع عاشوراء وإغلاق الحسينيات، متجاهلة أن العالم بأسره يحارب الوباء ولا يحارب عاشوراء.

منذ نعومة أظفارنا تقام عاشوراء كل سنة بدون تضيق من أي شريحة في المجتمع وفي ارتياح ودعم من المسؤولين والمجتمع، فنحن نعيش في مملكة تمثل واحة خضراء لجميع المذاهب والملل من التسامح من زمن أجدادنا إلى يومنا. مشاهد الماضي توثق بأن مراسم عاشوراء نالت الرعاية والاهتمام والتقدير من المجتمع والمسؤولين، في كل قرية من قرى القطيف تستعرض ذكرى عاشوراء على مسارح ومن خلال التمثيليات المكشوفة التي ما زالت في ذاكرة الجميع، وبدعم من المسؤولين بشهادة الجميع.

الطوائف الدينية ليست بحاجة إلى طبخات ”ماصخة“ من بعض الأشخاص الذين يسعون إلى تمزيق لحمة المجتمع ونقل الإشاعات المزيفة، فنحن نعيش في بلد يحترم المذاهب وطقوس كل شريحة من المجتمع.

جائحة كورونا أوقفت عجلة الحركة في أغلب المجالات، وعاشوراء ليست استثناء من، والقضية ليست تضيق أو إيقاف مراسيم عاشوراء بل القضية صحة الوطن والمواطنين.

إن قيام المجالس وإحياء عاشوراء مع اتباع الاحترازات والحد من التجمع أمر لصالح الوطن والمواطنين.