آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

خمسة دروس ملهمة من يوم عاشوراء

عدنان أحمد الحاجي *

المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 282 لسنة 2020
5 INSPIRING LIFE LESSONS FROM THE DAY OF ASHURA
November 5,2018

الموقف الشجاع للامام الحسين في يوم عاشوراء هو مثال على كيف يمكن لشخص أن يواجه الفساد والانحلال، مهما تطلب الأمر. وفيما يلي خمسة دروس ملهمة يمكن أن نتعلمها جميعًا من عاشوراء...

1. البقاء مخلصين للقيم الأخلاقية

بمجرد وصول الجيش الأموي إلى كربلاء كان من الواضح التباين الشاسع بين الجيشين. انتقل الأمام الحسين مع مجموعة صغيرة من أنصاره وأهل بيته، وكانوا في المجموع أقل من 100 شخص، في حين ارسل الخليفة الأموي جيشًا قوامه 30 ألفًا. لم تكن هناك فرصة للانتصار العسكري أمام الأمام الحسين، وكان هذا واضحًا لكلا الجانبين. يعرف الامام الحسين أنه كان الوحيد الذي يطلبه الخليفة الأموي، فحث أتباعه على تركه. في إحدى المرات، جمعهم جميعًا معًا وأخبرهم بعبارات لا لبس فيها أنهم لو بقوا معه سيُقتلون جميعًا. وقال لهم جميعًا أن عليهم أن يرحلوا ويتركوه. حتى أنه أطفأ الأنوار، حتى يتمكنوا من المغادرة دون خوف من الإحراج. وعندما أشعل الأنوار مرة أخرى، لم يرتحل أي واحد منهم. الرجال والنساء والأطفال الذين رافقوا الأمام الحسين كانوا مخلصين، ليس فقط له كفرد، ولكن لكل شيء كان يمثله الأمام الحسين. لقد شعروا أن الرحيل لن يكون خيانة للرجل فحسب، بل خيانة للمبادئ التي كانوا يعتزون بها: الحقيقة والاستقامة والشرف.

2. الدفاع عن الحق

الاستمرار حتى النهاية، كان لدى الامام الحسين خيار أن ينجو من موت وشيك. ولقد كانت رغبة الخليفة الأموي يزيد منذ البداية أن يبايعه الامام الحسين ويخضع له بشكل سلمي. لو فعل ذلك، لكان الأمام الحسين قد حصل على مكافأة سخية، وقضى باقي حياته قي راحة ورفاهية في مسقط رأسه في المدينة المنورة. ومع ذلك رفض الإمام الحسين أن يفعل ذلك. عندما قال الحسين ”ومثلي لا يبايع مثله [يعني يزيد]“، لم تكن هذه العبارة عبارة نابعة من البطر أو الكبرياء، بل بالأحرى عبارة حقيقية. وهو الرجل الذي كان معروفًا بالعدالة والاستقامة، ورجل الشرف والرجل الذي كانوا لناس يتطلعون له بسبب امتلاكه لهذه الصفات، لم يستطع ببساطة الانصياع والولاء لحاكم مستبد. لذلك مثّل الامام الحسين الحق حتى النهاية، ورفض أي تسوية تنطوي على المساومة على مبادئه الأخلاقية العالية. كان هناك طريقان: طريق سهل، وطريق حق، واختار الامام الحسين هذا الطريق الثاني، وهو يعلم جيدًا أن ذلك سيؤدي الى استشهاده.

3. لم يفت الأوان على التوبة

الحر الرياحي قائد إحدى كتائب الجيش الأموي. وهو المسؤول عن اعتراض الأمام الحسين ومن معه وجعلهم يتوجهون نحو سهل كربلاء. وفي عشية المعركة، بدأ الحُر الرياحي بتغيير معسكره حين اتضحت له حقيقة ما كان على وشك القيام به. وأدرك أن ضميره لن يسمح له بالقتال إلى جانب الخليفة الأموي وقتل الأبرياء.. عبر الحر الرياحي خط المواجهة وانضم إلى صف معسكر الأمام الحسين، وهو يعلم جيدًا أنه سيكلفه حياته. لم ينضم لأنه كان يعتقد أن لديه فرصة أفضل للانتصار العسكري مع الأمام الحسين؛ لقد ترك جيشًا قوامه 30 ألف فارس لينضم إلى جيش قوامه أقل من 100 شخص، قصة الحر تثبت حقيقة أن الفرصة دائمًا ما تكون موجودة وأنه لم يفت الأوان بعد لاتخاذ القرار السليم والتوبة، حتى النهاية. واستشهد في ذلك اليوم، لكنه مات ميتة شرف إلى جانب الحق.

4. اغفر للناس من أجل الخير العام

عندما غيَّر الحر الرياحي موقعه عشية المعركة والتحق بركب الامام الحسين، كان من الممكن أن يلومه الأمام الحسين على كل أخطائه الماضية. كان من حقه أن يشير إلى أنه هو المسؤول عن الجعجعة بهم إلى كربلاء، وهو الشخص الذي حاصره وعائلته. لم يكن لدى الامام الحسين ما يكسبه حتى يسامحه. زيادة جندي آخر [يلتحق بالمعسكر] ما كان ليقلب الاحتمالات الكؤودة لصالح الأمام الحسين، لا يزال المعسكر الأموي يفوق معسكر الأمام الحسين عددًا بنسبة أكثر من 300:1. ومع ذلك فقد غفر الأمام الحسين للحر لأنه رأى أن توبته صادقة. رحب به وقاتلا واستشهدا معًا في اليوم التالي.

5. ابقَ ثابتًا في جهادك

من السهل أحيانًا البدء في المسار الصحيح، لكن التحدي الحقيقي هو البقاء على ذلك المسار في مواجهة المحن. في يوم عاشوراء، شاهد الأمام الحسين أن أقرب وأعز الناس عليه يقتلون بين يديه. وفاة أحد الأصحاب المقربين أمر مؤلم عاطفياً. فقد شاهد الأمام الحسين أصدقاء طفولته وإخوته وأبناء عمومته وأبنائه وأفراد عائلته وطفله البالغ من العمر 6 أشهر قد قُتلوا أمام عينيه. كان عليه أن يجمع أجسادهم. وفي غضون ساعات، قُتل جميع أحبائه. كان يعلم أن نساءه وأطفاله سيؤخذون بعد استشهاده أسرى. ومع ذلك لم يتردد مرة واحدة. حتى النهاية، كان بإمكانه الاستسلام والبيعة ليزيد وكان الأخير سيسمح له بالمغادرة بدون قتل.