آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 7:06 م

تخصص مجهول

زينب هاشم

سأتحدث عن تخصصي المجهول الذي لا يعرفه الكثير من الناس، فعندما يسألني أحدٍ ما، ماذا درستي في مرحلة البكالوريوس؟ تكون إجابتي وبكل فخر الاجتماع والخدمة الاجتماعية.

هنا أرى في الوجوه علامة استفهام وتعجب كذلك!؟ ولا ينتهي الاستفهام إلا عند السؤال عن العمل المفترض لخريج علم اجتماع والخدمة الاجتماعية، ويكون هنا جوابي كالمعتاد أنه يمكنني العمل في المدارس كمعلمة أو كمرشدة طلابية، وفي المستشفيات كأخصائية اجتماعية، وفي الجمعيات الخيرية كباحثة اجتماعية، ولا اعتب على عدم معرفتهم لهذا التخصص الذي هو من أسمى التخصصات الإنسانية، فربما السبب لذلك يرجع لعدم رؤيتهم له على الواقع بشكل ملموس في سوق العمل.

فمثلا في المدارس أجد خريج علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية غائب، فقد حُرمت أنا وزميلاتي الخريجات من العمل كمعلمات ومعلمين وكمرشدات ومرشدين على الرغم من اجتيازنا اختبارات القياس، ومعرفتنا بالأساليب والأدوات والطرق العلمية التي يجب اتباعها للتعامل مع الطلاب والكادر التعليمي، ولكن العجب وكل العجب أن تُسند مهنة الإرشاد الطلابي لخريج اللغة العربية أو الجغرافيا أو غيرها من التخصصات التي لا تمت بصلة لهذه المهنة السامية.

أما الأخصائي الاجتماعي في المستشفيات أجده غائب كذلك، ويرجع ذلك لشح الوظائف في المجال الصحي، والشروط التعجيزية كالخبرة مثلا، فخريج علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية أثناء دراسته اكتسب خبرة في المجال الصحي من خلال التدريب الميداني ولكن للأسف هذه الخبرة لا تُحسب له، ولا تشفع له لكي يعمل ويخدم مجتمعه ووطنه، وبالنسبة للجمعيات الخيرية ربما لا نجد مسمى للباحث الاجتماعي، ولا نجد الباحث الاجتماعي موجود بين أعضاء الجمعية، ولو وُجد ربما يحمل مؤهل غير علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، أو لابد أن تكون لدية خبرة خمس سنوات أو أكثر، فأين لي أنا ومن تخرج في هذا التخصص، هذه الخبرة المطلوبة، وكيف للمجتمع أن يعرفنا والمجتمع لم يعترف بِنَا وحل مكاننا من لا خبرة له.