آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

سوسنةُ العطاء

زينب المرحوم

أن تختار لنفسك نهجاً في الحياة مختلفاً عن الآخرين، نهجاً يفتح لك أبواب الرضا والقربى من الرب الرحيم، وكأن في يقينك ما ينبئك بأنه طريق الجنة..

فتعيش حالة من الأنس دائبا، تجيب طلب هذا وذاك، تعين وتساند بكل طاقتك، بكل روحك والسعادة تغمر قلبك.

فتوقد أملاً كل يوم بكلمة طيبة وابتسامة شفاء لتكون بلسماً لآلام من أنهكته الحياة حيناً وأنساً وتسلية لمن يشتكي متاعب الحياة ممن حولكِ.. أسرتكِ.. زملائك.. أصدقائك..

أي عمل هذا الذي استولى عليكِ لا ينفكُ عنكِ لحظة وكأنه أنتِ يمثلكِ في كل حركاتكِ.. سكونكِ.. وكأنكِ تؤدي حق زكاة عمركِ.. روحكِ.. طاقتكِ.. مالكِ..

ألم يكن اختياركِ منذ التحقتِ بقافلة العمل الخيري الاجتماعي، وصار شغلكِ الشاغل، رغم صعوبة أجواءه، وثقل المسؤولية والأمانة، إلا أنكِ قمت بتأدية كل ذلك خير قيام.

فكنت مصداقاً لقول المصطفى ﷺ «من مشى في حاجةِ أخيه ساعةً من ليلٍ أو نهارٍ، قضاها أو لم يقضها كان خيراً له من اعتكاف شهرين»

تلك سوسنةُ العطاء..

سيرة حافلة بالعطاء والصبر والتفاني والرضا والاحتساب، كيف لنا أن نختصرها!

ألم تكوني من أوائل الشابات في اللجنة النسائية والمركز الصيفي، وكنتِ ناجحة في كل الأدوار في تنظيم نشاط المسرح «تأليف النصوص المسرحية الهادفة، وتدريب الفتيات والزميلات على أدائها، وتصنيع الديكور» والشخصية العارفة في تنظيم الرحلات وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة.

ونراكِ بشخصية المعلمة اللطيفة بصحبة الأطفال في حلقات الرسم والقصص..

وفي مجال المشاركات نجدكِ في الصدارة في إدارة المهرجانات والفعاليات التي تقيمها الروضة «مسرحية، ثقافية، ترفيهية، تعليمية، تربوية».

وقامة ابداع في روضة الطفل السعيد فما تبدعه يداكِ يأسر الكبار قبل الصغار من جمال واتقان، سنوات وأنتِ تعملين في الورشة لتصنيع وابتكار الوسائل التعليمية التي أضافت جمال لافت لفصول الروضة وساحتها.

ومن عطاءكِ مشاركتكِ في الدورات لتصنيع الخامات البيئة وتدريب المرئيات والزميلات في تلك الورشة.

وأبرز ما قدمتيه من نجاح دوركِ الكبير في معارض الأسر المنتجة وما أبدعته من تنظيم ولمسة جمال لركن جمعية تاروت لينال سبق الفوز على مستوى جمعيات المنطقة.

وكنتِ المبادرة في انضمامكِ لحملات الحج والعمرة لخدمة ضيوف الرحمن.. فكنتِ الكادر المساند تبثين البهجة والسعادة أينما حللتِ..

ولقربكِ ومحبة الناس وثقتهم الكبيرة بكِ دأبتِ على خدمتهم من خلال عملكِ كباحثة اجتماعية متطوعة في جمعية تاروت وجمعية البر بسنابس لعدة سنوات، ولحاجتهم الملحة لشخصية أمينة ومتقنة لعملها تم اختياركِ لتكوني موظفة بدوام جزئي كباحثة إدارية في لجنة التكافل الاجتماعي بخيرية تاروت..

فسلام لروحكِ يوم ولد الخير بين جوانبكِ فشع رمزاً متألقا لمجتمعكِ.. ويوم كنتِ من عمّار الأرض في طول مسيرتكِ..

فكان يوم رحيلكِ في يوم عظيم قد اختاره الله لكِ ليقترن ذكركٍ بمروره على مر السنين.

*لجنة الاعلام - إدارية في مكتب إدارة الجمعية

* تم النشر في مجلة العطاء التابعة لجمعية تاروت عدد 8