آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

لماذا علم النفس التطوري مثير للجدل؟

عدنان أحمد الحاجي *

دراسة الفروق بين الجنسين بمثابة حبة يصعب ابتلاعها.

يناير 1,2020

بقلم غلين غهر، برفسور علم النفس في جامعة ولاية نيويورك في مدينة نيو بالتز

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 291 لسنة 2020

التصنيف: علم النفس التطوري

Why Is Evolutionary Psychology Controversial؟

How the study of sex differences is a hard pill for people to swallow.

Glenn Geher، Ph.D. is professor of psychology at the State University of New York at New Paltz

Posted Jan 01,2020

إليك تجربة فكرية صغيرة «للتعريف، راجع 1»: أي من العبارتين التاليتين تعتقد أنهما سيثيران المزيد من الجدل في عالمنا الحديث:

1: عندما يتعلق الأمر باختيار شريك الحياة، يركز الرجال أكثر على علامات الخصوبة، كالشعر اللامع والشفاه الممتلئة، أكثر مما تركز عليه النساء.

2; يُعبر عن المشاعر الأساسية، كالفرح، بنفس الطريقة في المجموعات / الجماعات الثقافية في جميع أنحاء العالم.

وجدت دراسة أجراها فريقي «غلين غهر Glenn Geher» البحثي قبل بضع سنوات «2» أن العبارات المتعلقة بالاختلافات النفسية بين الجنسين «مثل العبارة الأولى من الأعلى» هي أكثر تسييسًا وإثارة للجدل من عبارات المسلمات البشرية العامة «كالعبارة الثانية من الأعلى».

ومن المثير للاهتمام أن كلا النوعين من الظواهر يتناسبان مع المظلة العامة لعلم النفس التطوري / الارتقائي «3». يمكن اعتبار كليهما سمات نفسية شكلتها دهور مرت على تطور الإنسان لمساعدة أسلافنا على زيادة احتمالات البقاء و/ أو النجاح الإنجابي.

خلاصة بحثنا حول هذا الموضوع هي في الأساس ما يلي: العديد من الأكاديميين والمثقفين والناس المتعلمين العاديين لا يعارضون علم النفس التطوري بقدر ما يعارضون فكرة الاختلافات السلوكية المتطورة «الارتقائية» بين الجنسين والتي سيتم تناولها لاحقًا. في هذا المنشور، ليست سوى شريحة من المجال الأوسع لعلم النفس التطوري. ومع ذلك، يبدو أن العديد من الناس يخلطون «يخلطون دون داع» بين الفكرة الأوسع لعلم النفس التطوري مع مجال البحث الضيق للاختلافات السلوكية المتطورة بين الجنسين. وكما سترون، فهذه تمثل مشكلة.

العديد من العلماء المعاصرين يكرهون علم النفس التطوري بسبب فكرة الاختلافات السلوكية المتطورة بين الجنسين

في عام 2006، كنت محظوظًا بتناولي لمشروب غازي مع عالم النفس التطوري الشهير ديفيد بوس David Buss عندما زار نيو بالتز New Paltz «في ولاية نيويورك» لإلقاء محاضرة. خلال حوارنا، سألت ديفيد عما إذا كان يعتقد أن كتابه «1996»، الجنس، والسلطة، والصراع: وجهات نظر تطورية ونسوية / انثوية «الأنثوية: ممن يؤمن بالمساوة بين الجنسين، مزيد من المعلومات في 4» «شارك في تأليفه مع نيل مالاموث» كان له تأثير إيجابي على تغيير المواقف عن علم النفس التطوري بين النسويين feminists.

إجابته وصلت بسرعة وبقوة: ”كان التأثير أشبه بإلقاء حصاة في ثقب أسود.“ في بحث مكثف حول موضوع النسوية feminism وعلم النفس التطوري، حلل وينغارد Winegard ووينغارد Winegard ودينر Deaner «انظر 5» بعناية كيف عُرضت الأفكار القائمة على التطور في الكتب الدراسية عن الجنس والجندر «والتي قدمها قسما علم النفس وعلم الاجتماع في الجامعة». في تحليلهم المنهجي «الذي تضمن طرقًا قوية جدًا للحفاظ على موثوقية الترميز» قاموا بتحليل 15 من الكتب الدراسية الأكثر استخدامًا في هذا المجال. على وجه التحديد، [نتائج البحث غير مضمنة في هذه الترجمة، لذلك يرجى ممن يرغب في الاطلاع عليها، مراجعة المصدر الرئيس]

يمتد علم النفس التطوري إلى ما هو أبعد من الاختلافات الجنسية السلوكية المتطورة على أي حال

كما هو موضح بالتفصيل في كتابنا الجديد علم النفس التطوري الإيجابي، دليل داروين للعيش حياة زاخرة «Positive Evolutionary Psychology، Darwin’s Guide to Living a Richer Life»، فإن مجال علم النفس التطوري واسع المضمون للغاية. في حين أن البحث حول الفروق السلوكية بين الجنسين كان بالتأكيد جزءًا غزيرًا من المجال الأوسع لعلم النفس التطوري «راجع 7»، وليس الشيء الوحيد الذي تمت دراسته في هذا المجال. كما أوضحنا بالتفصيل في كتابنا، علماء النفس التطوري يدرسون موضوعات واسعة النطاق مثل:

· التربية «8»

· التعليم «9»

· علم السياسة «10»

· المشاعر

· الأخلاق «11»

· الحياة الاجتماعية «12»

· الدين

· العدوانية «13»

· الصحة النفسية

· الصحة البدنية

· التكنولوجيا والسلوك

· والمزيد من المواضيع.

يتناول مجال علم النفس التطوري أيًا من جوانب وجميع جوانب التجربة السلوكية والنفسية «14». إن الخلط بين ”علم النفس التطوري“ و”دراسة الاختلافات السلوكية بين الجنسين“ هو ببساطة أمر بائس في أحسن الأحوال.

الخلاصة

في عام 1859، نشر تشارلز داروين كتابًا كان من شأنه أن يغيّر والي الأبد كيف نفهم العالم وموضعنا فيه. ومع ذلك، فإن الأوساط الأكاديمية الحديثة قد وضعت حواجز حين يتعلق الأمر بتدريس التطور «الارتقاء» - خاصة عندما يتعلق الأمر بالطرق التي يؤثر بها الارتقاء على التجربة البشرية.

العديد من العلماء يخلطون بين ”علم النفس التطوري“ وبين موضوع بحث مثير للجدل ومسيّس للغاية لـ ”الفروق السلوكية المتطورة «الارتقائية» بين الجنسين“. هذا الخلط ليس غير ضروري فحسب، بل له أيضًا قدرة على إعاقة قدرتنا على فهم ما يعنيه أن تكون إنسانًا بشكل أفضل.

أفكار داروين، التي مضى عليها أكثر من قرن من الزمان، بالكاد بدأت في أخذ دورها عندما يتعلق الأمر بفهم ما يعنيه أن تكون إنسانًا. ماذا لو اسقطنا السياسة من الصورة حتى نتمكن من استخدام العلوم السلوكية لتحسين الحالة البشرية؟