آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

فيروس كورونا: ما يعرفه الباحثون عن مخاطر إعادة فتح المدارس - وأفضل طريقة للحد من تلك المخاطر

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم الباحثة نيكولا غراي وبرفسور ديدييه غوردون، جامعة كليرمون أوفيرني «UCA» وبرفسور مايكل مارموت من قسم الوبائيات والصحة العامة، جامعة كوليدج لندن

5 سبتمبر 2020
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
التصنيف: كوفيد-19

Coronavirus: what researchers know about the risk of reopening schools - and how best to limit it

Nicola Gray Affiliated Researcher، and Didier Jourdan Professor Université Clermont Auvergne

Michael Marmot Director، Institute of Health Equity; Professor، Dept of Epidemiology and Public Health، UCL

September 5,2020

حُرم أكثر من 1,5 مليار طفل وشاب [1]  من المدارس خلال المرحلة الأولى من الجائحة في أنحاء العالم. نحن نعلم أن هذا كان له تأثير سلبي على التعليم [3] . وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت في إنجلترا أن الأطفال في المناطق المحرومة [4]  قد تخلفوا عن غيرهم تخلفًا كبيرًا.

نحن نعلم أيضًا أن الحضور الشخصي في المدرسة له فوائد صحية. الوقت الذي يقضيه الطلاب مع الأصدقاء خلال فترة المراهقة يساعد في نمو / تطور الدماغ. النشاط البدني الإجباري يمكن أ ن يقي من الأمراض المزمنة في المستقبل [5] . ويستفيد الكثير من الشباب من الخدمات المدرسية [6]  كوجبات الطعام المجانية والمنتجات الصحية.

من الواضح أن الشباب يستفيدون من التواجد في المدارس. ولكن مع إعادة فتح العديد من الدول، هل فوائد إعادة أطفالنا الى المدارس تفوق المخاطر المترتبة علي ذهابهم اليها، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي شروط العودة الآمنة إليها؟ هنا، نقيم ما نعرفه عن المخاطر، ونجادل بأن أفضل وسيلة للتخفيف من تلك المخاطر هي تدابير تحكم / سيطرة منبثقة من الحاجة المحلية، بناءًا على ارشادات وطنية.

المدارس ليست بطبيعتها محفوفة بالمخاطر

على الرغم من معرفتنا غير الكاملة بانتقال الفيروس في المدارس، فإن انتقال الفيروس يتقدم بسرعة فيها. هناك ثلاث معلومات رئيسية يجب وضعها في الاعتبار.

أولاً، لوحظت حالات قليلة جدًا من انتقال العدوى في المدارس. قامت هيئة الصحة العامة في إنجلترا «PHE» بتحليل بيانات من مليون طفل التحقوا بالمدارس التمهيدية والابتدائية في إنجلترا في يونيو، 2020 «انظر [7] ». ووجدت بينهم 30 حالة تفشي، حيث أصيب فيها 70 طفلاً و128 مدرسًا بالفيروس، ولاحظت أن أكثر من ثلثي حالات تفشي المرض كانت بسبب المدرسين. أما انتقال العدوى من طفل إلى طفل آخر فقد مثلت فقط حالتين من هذه الحالات الثلاثين.

تظهر دراسات مماثلة [8]  في أيرلندا وفرنسا وفنلندا وأستراليا وسنغافورة أن انتقال العدوى من طفل إلى طفل آخر في المدارس نادر.

في هذا الأثناء، أظهر مسح أوروبي [8]  عدم وجود دليل قوي على انتقال العدوى إلى عوائل الطلاب. دولة واحدة فقط «من أصل عشر» أبلغت عن انتقال العدوى من طفل الى والديه «الى أمه وأبيه». وفي المقابل، هناك دليل قوي [7]  على أن الطفل هو الأكثر احتمالًا للإصابة بالعدوى من شخص بالغ في عائلته.

الشيء الرئيسي الثاني الذي يجب مراعاته هو أن أقل من 5٪ من حالات كوفيد -19 الأوروبية تقع تحت سن ال 18 عامًا [8] . كما تقل احتمالية دخول «تنويم» الأطفال إلى المستشفى [9] ، والنتائج المترتبة على مرضهم أقل خطورة بشكل عام. يجب ألا نتغاضى عن الحالات الخطيرة أو نقلل من شأنها في فئة الشباب، ولكن نظرًا لأنها غير شائعة، يجب علينا تجنب المبالغة في إثارة المشكلة.

العامل الحاسم الثالث هو أن المدارس ليست منفصلة عن سياقها. معرفة عدد الحالات في المنطقة المحيطة يعطي مؤشرًا جيدًا على احتمال انتقال العدوى في المدرسة. إذا تم تطبيق تدابير التباعد الجسدي والنظافة بشكل صارم وبشكل عقلاني، فمن غير المرجح أن تكون المدارس أكثر خطورة من أي بيئة عمل أو ترفيه أخرى فيها أعداد مماثلة من الأشخاص.

اتجاه انتقال الفيروس من المدرسين إلى الأطفال أكثر احتمالًا من العكس، ولكن نظرًا لأن معظم هؤلاء الأطفال سيظلون بلا أعراض ظاهرة عليهم، فهناك احتمال إصابة بالعدوى بشكل غير مقصود. يحتاج المدرسون وموظفو المدارس إلى الحماية، ولكن يجب عليهم أيضًا أن يحموا غيرهم. توصي هيئة الصحة العامة الآنجليزية PHE بأن يكون المدرسون ”أكثر يقظة“ بشأن الحد من تعرضهم للإصابة خارج المدرسة، وأنه يجب مراعاة ”تدابير صارمة لمكافحة العدوى“ بين المدرسين أنفسهم في المدرسة [10] .

أفضل المقاربات المحلية للحد من تفشي المرض

وبالتالي، فإن احتمالات انتقال العدوى في المدارس منخفضة، ولكنها ليست معدومة، ويجب أن نسعى لتقليل الاحتمالات حيثما أمكن ذلك. اقترح مقال حديث كتبه خبراء التعليم والصحة بالتعاون مع مسؤولي منظمة الصحة العالمية عناصر أساسية لموازنة إعادة فتح المدارس مع توخي اجراءات السلامة [11] .

في هذه المرحلة من الجائحة، المطلوب هو العمل الجماعي على المستوى المحلي للحد من انتقال العدوى، مع الاستمرار في الكون استجابيًا / تفاعليًا تجاه تطور وتقدم الجائحة في تلك المنطقة. يحتاج التوجيه الوطني إلى أن يفسر تفسيرًا حسب الحاجة المحلية، لأن فرق المدرسة تنظم ممارساتها وفقًا للسياقات الاجتماعية والثقافية والتعليمية المحلية. هناك العديد من الاختلافات بين المدارس الابتدائية في الريف، أو الكليات الموجودة في الضواحي، أو مدارس الثانوية الموجودة في وسط المدينة.

ومع ذلك، في العديد من الدول الأوروبية، بدأت طريقة التعامل مع الخطر في أن تكون موحدةً بمقاربة من جزئين. التكتيك الأول هو الحد من انتشار الفيروس من خلال تدابير حواجز [من أمثلة تلك الحواجز / الموانع لبس الكمامة وغسل اليدين والتباعد الجسدي وعدم التلامس والاختلاط والاغلاق ان استدعى الأمر ذلك، المزيد في [12] ] مصممة لكل مدرسة بمفردها. الأطفال والشباب لديهم القدرة على تبني هذه التدابير، ومشاركتهم شرط لفعالية الحواجز هذه. النجاح يتطلب جهدًا طويل الأمد.

التدابير المتفق عليها على نطاق واسع تشمل ما يلي:

· تهوية جيدة للغرفة

· التعقيم المنتظم للمباني

· زيادة غسل اليدين

· الحد من التلامس في الفصل وفي المقصف وفي وسائل النقل المدرسي «على سبيل المثال عن طريق أوقات دخول وخروج متعاقبة، وفترات راحة منفصلة، وتكوين مجموعات عمرية»

· ارتداء كمامات إذا كان التباعد الاجتماعي مستحيلًا «للأطفال الأكبر سنًا والبالغين»

· حماية المعلمين والتلاميذ الضعفاء وغير المحصنين المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى «على سبيل المثال من خلال السماح لهم بارتداء أدوات واقية».

إذا لزم الأمر في حالة تفشي المرض، ينبغي أن يتبع ذلك إغلاق المرافق تدريجيًا «خطوة خطوة». يجب أن تكون المدارس مستعدة للإغلاق بطريقة مسيطر عليها ولتوفير التعلم عن بعد، لضمان استمرار جميع الطلاب - وخاصة أولائك الأكثر ضعفا غير المحصنين المعرضين للعدوى [3]  - في التعلم.

للسماح بذلك، من الضروري تقدير خبرة المتخصصين في مجال التعليم، والثقة بهم وتمكينهم من التصرف. سيعتمد نجاح اجراءات الرقابة المحلية أيضًا على ضمان مشاركة كل شخص له علاقة - الطلاب وأولياء الأمور والمشرعين المحليين والمتخصصين في التعليم والصحة. عندما يتعلق الأمر بعمليات الإغلاق المحلية، يجب أن يكون كل شخص قادرًا على أن يكيف سلوكه مع الوضع.

بالطبع، لا تزال معرفتنا بالفيروس وفعالية طرق الوقاية منه محدودة. سيتم حتمًا اتخاذ أي إجراء في سياق عدم اليقين هذا.

ومع ذلك، يمكن أن تستمر هذه الجائحة لعدة أشهر أخرى، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار التأثير على التعليم والتنشئة الاجتماعية والصحة العقلية للتلاميذ. المقاربة المحلية الإيجابية والمسؤولة للعودة إلى المدارس من قبل العائلات والفرق المدرسية والمهنيين الصحيين هو أفضل أمل لنا للنجاح المستمر لأطفالنا وشبابنا.