آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

العوامية.. رحيل آل آدم يسدل الستار على ثلاثة أجيال من صناعة المديد

جهات الإخبارية نداء آل سيف - القطيف

- ورث المهنة عن جده وأبيه واحترف صناعة المديد نحو ستين عاما.

قبل عصر الموكيت والسجاد كانت صناعة الحصر و”المديد“ مهنة أساسية لا يستغني عنها منزل في القطيف ودول الخليج ويتولاها قلائل في كل منطقة.

والحاج عيسى أحمد آل آدم الذي رحل عن عالمنا مساء أمس في بلدة العوامية بمحافظة القطيف كان أحد هؤلاء الذين امتهنوا صناعة ”المديد“ وهو الوحيد الذي احترف المهنة في العوامية.

والمديد جمع مدة والعامل بالمهنة يدعى ”مدّاد“ وهي حُصرٌ معدة بالأساس من نبات الأسل الذي كان ينمو بكثرة على أطراف المزارع في المنطقة.

وشيّعت مدينة العوامية اليوم السبت الحاج آل آدم «أبو علي»، الذي توفي بعد معاناة مع المرض الذي داهمه قبل خمس سنوات.

وحافظت عائلة آل آدم في بلدة العوامية على حرفة صناعة المديد بالأسل لثلاثة أجيال متتالية حتى صارت العائلة أيقونة في المهنة حيث ماتزال تعرض صورة الجد عيسى آدم على قناة السعودية بين الفينة والأخرى بوصفه رمزا للتراث.

الراحل أبو علي الذي وافته المنية مساء أمس الجمعة بعد متاعب صحية في السنوات الخمس الماضية، تعلم المهنة منذ نعومة أظفاره وحافظ بذلك على استمرار هذه المهنة العائلية التي ظل يمارسها لأكثر من ستين عاماً، على الرغم من عمله الإضافي كحارس في بلدية صفوى، حتى منعته حالته الصحية من العمل قبل خمس سنوات.

وتعد صناعة المديد من الحرف التقليدية التي تعتمد بشكل اساسي على نبتة الأسل التي كانت متوفرة بكثرة في أغلب مزارع المنطقة الشرقية.

وكانت المديد تستخدم سابقاً كسجاد منزلي، إضافة إلى استخدامات متنوعة في تزيين المنزل وذلك لما تحمله من زخارف ورسومات جمالية.

وعلى النقيض من أبيهم اتجه أبناء الحاج آدم الخمسة إلى كسب رزقهم بالعمل في الوظائف العامة ولم يرث أي منهم مهنة صناعة المديد عن والدهم الراحل.

ويقول صلاح نجل الراحل آل آدم إن والده الذي كان يعمل على مدار 24 ساعة لأجل توفير احتياجات أولاده الذين يعتبرهم أهم ما لديه، تعلم المهنة من والده وجده. واصفا صناعة المديد بالمهنة الصعبة جدا حيث تحاك يدويا بشكل تقليدي.

ويصنع المديد من عيدان نبات الأسل وهو نوع من النباتات ينمو عادة حول تجمعات المياه وفي المستنقعات ويكثر في جداول المياه المنتشرة في مزارع المنطقة.

وبعد قطعه يتم تجفيف نبات الأسل تحت أشعة الشمس مدة عشرين يوماً حتى يتحول لونه إلى اللون الأبيض المصفر، ومن ثم يوضع في ماء مغلي ويضاف عليه بعض الألوان، حتى يتم تصفيفه جنباً إلى جنب باستخدام آلة خشبية تسمى بالحف عرضها أربعة أقدام ونصف تقريباً.

وبين صلاح آل آدم بأن إنجاز متر واحد يتطلب خمس إلى ستة ساعات، لهذا فإن والده ينجز حوالي خمس قطع من المديد التي يبيعها على تجار سوق الخميس بالقطيف والذين يقومون ببيعها من جهتهم.

ويستذكر بعض من ذكرياته مع والده قائلا ”والدي كان معروفاً في العوامية بأنه الوحيد الذي يعمل في صناعة المديد“، مشيراً بأنه كان يعتمد على نفسه في أموره وكان يذهب لعمله سيرا على الأقدام لأنه لم يكن من قائدي المركبات.

بعدما كانت صناعة المديد مهنة أساسية لم يبق من ممتهني صناعتها سوى قلة قليلة غالبا ما يسجل حضور بعضهم في المهرجانات التراثية المحلية. رحم الله الحاج عيسى آل آدم آخر المدّادين في العوامية.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
عاشق جهينة
[ القطيف ]: 17 / 10 / 2020م - 9:22 م
الله يرحمه