آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

رسالة اشتياق

المهندس أمير الصالح *

اشتقت اليك فعلمني الا اشتاق... علمني كيف اقص جذور هواك من الاعماق

بيت شعر لمطلع قصيدة الراحل نزار قباني لقصيدته المسماة ”رسالة من تحت الماء“. وقد أنشد تلكم القصيدة المغني المصري الراحل عبدالحليم عبد الحافظ ولم ينشد بعده احد اي نوع من الرسائل من تحت الماء. وكانت الأغنية، يومذاك، مستحوذة على اسماع عدد كبير من شباب ابناء ذلك الجيل. في عهدنا الحاضر مفهوم سبك الرسائل بأسلوب القصيدة والديباجة القديم للتعبير عن الشوق للأحبة في اضمحلال او قد يكون في تلاشي في اوساط اجتماعية عديدة لبروز بدائل عديدة من وسائط التواصل الاجتماعية وانتشار استخدام الأموجي. الا ان إيام الحجر الإجباري الصحي الفائت وايام التباعد الاجتماعي القائم، اوقدت في ذهني إعداد رسالة موجهة لبعض الأصدقاء بهدف إبقاء شعلة التواصل والإعراب عما يختلج في قلبي من المحبة والامتنان لهم والتعبير عن الوفاء والشوق نحوهم. فكتبت الرسالة التالية ووجهتها لبعض الأحبة:

"السلام والرحمة

العزيز / الاستاذ فلان بن فلان

احببت ان اطمئن عليكم بعد طول انقطاع بسبب الجائحة فتم ارسال هذه الرسالة لكم بهدف الاطمئنان والاعراب عن كبير التحيات والحب لكم. من جهتي فأنا بخير ولله الحمد والمنة؛ وايمانا مني بأهمية صلة الصداقة أو / والارحام وإبقاء جذوة التواصل معكم فقد تم ارسال هذه الرسالة. دعائي لكم بدوام الصحة والعافية والسعادة والسعة في الرزق والراحة في البال.

المُرسل: أمير".

فكانت الردود والتفاعلات بالاجمال محل تخليد وتبجيل من طرفي. واحببت ان اشارك تلكم الردود على شكل مقال لمشاركة الجميع بها والاقتباس من بعض نصوصها وافكارها لما يستجلب به نثر بذور المحبة في ربوع المجتمع ويستزرع روح المودة.

- التجاوب الاول من احد الاصدقاء من مدينتي الام، الاحساء: ”وعَلَيْكُم السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. وسلام على روحك المحلقة بالوفاء والحب أيها العالي والغالي.. أبا عبدالله.. لك في الجوانح شوق يتجاوز الآفاق، ويحفر في الأعماق... سؤالك ورعايتك نسيم ينساب رقة فيلامس القلب... لله من أخوة أغبط نفسي عليها، وأكنزها لأتباهى بها أمام نفسي وأمام العالم.. سلمت وسلم أحبتك من كل مكروه، والحمد لله الذي جعلنا من عباده، وأكرمنا برعايته، وثبتنا على طاعته... الشكر لا يفي، والعبارة أقصر قامة من أن ترتقي لقامتك.. سلم قلبك ودامت إشراقتك يا حبيبي“

- التجاوب الثاني من صديق يقطن قارة امريكا الجنوبية: " الاستاذ الفاضل والحاج العزيز أمير... عليكم السلام ورحمة الله.. لا يسعني إلا أن اشكر الله على نعمة معرفتي بكم والاحساس بعطفكم ومحبتكم، والشعور بلطفكم الذي تحوطنني به دائما... فبفضل الله تعالى وببركة دعاؤكم نحن بخير وإياكم إن شاء الله تعالى. ولله الحمد مدينتنا قليلة التلوث بهذا الوباء لأسباب الحماية والوقاية والمراقبة من المعنيين والناس... ولكن الأمور المعيشية التي ترتبت على أغلاق منافذ الأرزاق والمحلات والأعمال والمدارس وووو.. أثرت كثيرا... كبقية المناطق... والله المستعان وعليه الاتكال.. دمتم في رعاية الله تعالى ايها الأخ الفاضل. *

- التجاوب الثالث من صديق في احد دول الجوار الخليجي: ”عليكم السلام بو عبدالله... دائما تسبقنا لاتساع المحبة في صدرك كنت اعد نفسي يوميا بالتواصل معك ثم انشغل وينتهي اليوم، وها انت قد سبقتني. فشكرا لك والحمد لله الذي بعث في صدورنا الاطمئنان عليك، وهذه غاية المنى“

- التجاوب الرابع من صديق شغوف بالمطالعة والكتابة: ”عليكم السلام ورحمة الله وبركاته... أخي المهندس الأمير الصالح، هكذا هم الطيبون والاوفياء أمثال شخصك الكريم، يتفقدون إخوانهم واحبتهم، ويسألون عنهم، ولا يسمحون للظرف أن تنسيهم إياهم. الحمد لله انك وعائلتك الكريمة بخير وصحة وعافية، وأسأل من الله لكم المزيد من الراحة والسعادة والتوفيق. انا ايضا بفضل الله وبركات دعواتك الطيبة بأحسن الأحوال، ولا ينقصنا شيء إلا رؤيتك واللقاء بك وبسائر الأحبة والإخوة الأعزاء. أسأل من الله ان يكشف هذا الكرب ويرفع هذا البلاء، ويجمعنا وإياكم على الحب والخير إن شاء الله تعالى.“

وهناك ردود اخرى عديدة وجميلة ومعبرة من عدة مواطن حول المعمورة، الا أنني اكتفي بالمقدار المذكور اعلاه. واسأل الله ان يضيئ كل منا شمعة ولو بالكلم الطيب، ويرفع كل منا كفاه بالدعاء لرفع هذا البلاء. لقد اشتقنا الى اللقاء بالجميع من الارحام والاصدقاء والجيران. شخصيا ارى كل منا لديه القدرة على تجديد ايقاد مشعل العلاقات الطيبة مع كل الاصدقاء وتقليل آثار تسونامي الكوفيد - 19، وان لا يستحي اي منا من كتابة جميل مشاعره نحو احباءه وارسالها. طاب يومكم ودامت قلوبكم معمورة بالحب والوفاء.