فرّق تسد: صيغة جديدة للتقليل من ”رهاب الرياضيات“
فرّق تسد: صيغة جديدة للتقليل من ”رهاب الرياضيات“
26 أكتوبر 2020
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
قدم له وراجعه البرفسور رضي حسن المبيوق، منسق برنامج التطوير المهني للمدرسيين، جامعة شمال أيوا
Divide and conquer: a new formula to minimise ”mathemaphobia“
26 October 2020
”أنا أكره مادة الرياضيات!“
”الرياضيات مملة!“
”ماذا ستفيدني هذه المادة في حياتي!“
هذه عبارات نسمعها كثيرًا من بعض الطلبة وهي عبارات تنطوي على قلق وفقدان للثقة بالنفس في فهم الرياضيات. ومصادر ردود الفعل هذه متعددة، وتشمل طرق تدريس مادة الرياضيات غير المشوقة وسلوكيات بعض مدرسي الرياضيات التي توحي بشكل مباشر وغير مباشر للطلبة بأن الرياضيات مادة صعبة لا يستطيع فهمها الا الأذكياء.
وهذه الإيحاءت تربط فهم الرياضيات بالقدرات الذهنية فقط، لا ببذل الجهد أو المثابرة أو استخدام استراتيجيات التعلم الخاصة بالرياضيات. ولهذا نجد كثيرًا من الطلبة يصرحون بعدم استطاعتهم فهم الرياضيات بعبارات مختلفة، كالعبارات الثلاث التي استفتحنا بها الحديث.
في المقال المترجم أدناه وجدنا تشديدًا على ضرورة ”إختراق بعض المعتقدات والمشاعر السلبية التي يحملها كثير من الطلبة بشأن دراسة مادة الرياضيات“. وقد أشارت مؤلفة المقال بأن المشاعر السلبية تتراكم إلى الحد الذي يسيطر القلق على الطالب حين يقوم بحل مسائل مادة الرياضيات، مما يجعله يقرأها بسرعة وبدون تركيز؛ وبعد ان يحكم الخوف والقلق والإرتباك طوقه على الطالب، نجده يستسلم بسرعة ويترك ولا يعيد المحاولة. وبعد تراكم ردود الفعل هذه تتولد قناعة عند الطالب بأنه لا يملك القدرة على تغيير حالته.
ولكن مؤلفة المقالة أدناه تقول أن هناك حلًا ناجعًا يمكن أن تغير نظرة هذا الطالب لنفسه عن طريق رفع مستوى التحفيز عنده وتعزيز ثقته بقدراته الذاتية وهذا ما سيولد تدريجياً الرغبة لديه في المحاولة والمثابرة والصمود وكل هذا سيرفع من رصيد مفتاح النجاح —النجاعة الذاتيه.
الرياضيات «1» - مادة يكرهها بعض الأطفال، ولكن على الرغم من افتقارها إلى الشعبية، تعتبر الرياضيات أمرًا بالغ الأهمية لقوة عاملة لديها القدرة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «STEM»، وكذلك هي مادة حيوية للإنتاجية الحالية والمستقبلية في أي بلد.
في دراسة جديدة أجرتها جامعة جنوب أستراليا بالتعاون مع المجلس الأسترالي للبحوث التعليمية ونشرتها في المجلة الأسترالية للتعليم «2»، لا زال الباحثون يستكشفون تأثير القلق على تعلم الرياضيات، ووجدوا أن تعزيز ثقة الطلاب، أمر محوري لزيادة الإنخراط في دراسة هذه المادة.
القلق من الرياضيات، أو ”رهاب الرياضيات“، هو الشعور بالخوف والهم والتوتر العصبي الذي قد يواجهه الطلاب عند مشاركتهم في العمل على مسائل رياضيات.
في أستراليا، أفاد ربع إلى ثلث طلاب المرحلة الثانوية الأسترالية عن شعورهم بالإنقباض أو التوتر العصبي أو العجز والحيرة عندما يشتغلون على مسائل الرياضيات «3»، وهذا التفاعل هو الذي يؤثر [سلبًا] على قراراتهم لدراسة الرياضيات.
تقول الباحثة الرئيسية، الدكتورة فلورنس غابرييل، إن القلق من الرياضيات هو أحد أكبر العوائق التي تحول دون اختيار الطلاب دراستها، خاصة في المدارس الثانوية ومستويات التعليم الثلاثي «مرحلة ما بعد الثانوية وتشمل المعاهد والجامعات، 4».
”الكثير منا قد يشعر بنوع من قلق مادة الرياضيات في الماضي - الشعور بالذعر أو الهم، أو الشعور بالفشل، أو حتى المعاناة من ضربات قلب أسرع - وكلها مرتبطة بالتوتر النفسي“.
"القلق من الرياضيات هو في الأساس رد فعل انفعالي، لكنه يشبه التوتر النفسي في مواقف أخرى.
"عندما يعاني الطلاب من قلق الرياضيات، فإنهم يميلون إلى التعجل في قراءتهم أسئلة الرياضيات، أو يفقدون التركيز، أو يستسلمون «يتخلون» ببساطة عندما تبدو هذه المسائل صعبة للغاية. ليس من المستغرب أن تتراكم ردود الفعل هذه وتؤدي إلى تحصيل «انجاز» ضعيف في مادة الرياضيات - وبعد ذلك يحصل التردد في دراسة المادة على الإطلاق.
”لكسر هذه الحلقة، يُظهر بحثنا أننا بحاجة إلى بناء ثقة الطلاب في الرياضيات وتنميتها، خاصة قبل البدء في تعلم مفهوم جديد للرياضيات «لتعريف مفهوم الرياضيات، راجع 5».“
”هذا يعتمد على فكرة التعلم المنظم ذاتيًا - حيث يتمتع الطلاب بالقدرة على فهم تعلمهم وتتبعه والتحكم فيه «مزيد من التعريف في 6».“ بلفت انتباه الطلاب إلى الحالات التي تغلبوا فيها سابقًا على تحدٍ صعب في الرياضيات، أو إلى نجاح كبير في الرياضيات، فإننا أساسًا نبني ثقتهم وإيمانهم بقدراتهم الذاتية، وهذا هو ما سيجعلهم يتصدون لمشاعرهم السلبية. "
الدراسة قيّمت ردود 4295 طالبًا أستراليًا بعمر 15 عامًا وشاركوا في دورة 2012 من برنامج منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية OECD لتقييم الطلاب الدوليين «PISA» «معلومات عن البرنامج في 7».
ركزت الدراسة على العوامل النفسية التالية لتعلم مادة الرياضيات: التحفيز «الاعتقاد بأن مادة الرياضيات مهمة ومفيدة لمستقبلهم»؛ مفهوم الذات «8» في دراسة مادة الرياضيات «الإيمان بقدرتهم على دراسة الرياضيات»؛ القلق من دراسة مادة الرياضيات «التمحور حول النفس عند دراسة مادة الرياضيات»؛ المثابرة «استعدادهم لمواصلة العمل على حل المسائل الصعبة»؛ النجاعة الذاتية «9» في دراسة مادة الرياضيات «إيمانهم الذاتي بقدرتهم على حل مسائل الرياضيات بنجاح»؛ والجدارة المعرفية في دراسة مادة الرياضيات «القدرة على تطبيق الرياضيات في العالم الحقيقي».
تقول الدكتورة غابرييل: ”الأهم من ذلك، يُظهر بحثنا تأثير الدومينو لهذه المتغيرات على بعضها البعض“ «معلومات عن التأثير في 10».
"من خلال نمذجة المعادلة البنائية / الهيكلية «للتعريف، راجع 11»، تُظهر بياناتنا أن التحفيز المنخفض ومفهوم الذات «8» سيؤديان إلى القلق من دراسة مادة الرياضيات، والذي بدوره يؤثر على المثابرة والنجاعة الذاتية «9»، وفي النهاية يؤثر على الإنجاز في مادة الرياضيات.
”من خلال تطوير قدرة الطالب على التفكير في النجاحات السابقة - قبل ظهور القلق حيال دراسة مادة الرياضيات - يمكننا اختراق بعض المعتقدات والمشاعر السلبية بشأن دراسة مادة الرياضيات، ونأمل أن نمهد الطريق للطلاب لقبول مادة الرياضيات ودراستها في المستقبل.“