آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 4:55 م

تنظيف الموارد الذاتية..

معصومة العبدالرضا * صحيفة اليوم

البشرية تمارس ألوانا من الفنون السلوكية لتحقيق السعادة وتجوب الأرض بحثا عنها. فمنهم من يرى السعادة في مقدار ما يملك من المال والثراء، والثقة بالنفس والتعاطي مع الآخر بإيجابية وآخر يجدها في ما يمكنه من إسداء المعروف وفعل الخير وآخرون يرونها تتمثل: في ثلاثة أشياء حسب نظرية تولستوي «شيء تعمله، وشيء تحبه، وشيء تطمح إليه».

وعليه تعددت مفاهيم جذب السعادة والسعي وراء تحصيلها وتدور عقارب الساعة في استمرارية البحث عن مداراتها دون تحقيق الهدف المرجو ويبقى النقصان يلون حياة الأفراد بالقلق وربما الاكتئاب مما يفقدهم جوهر الحياة وعدم الاستمتاع بنعيمها ومباهجها.

فالسعادة ليس لها مقياس محدد ولا قاعدة ثابتة فهي مطاطية تختلف باختلاف مفاهيم الفرد وقيمه وقناعاته.. ولتستقيم حياة الأفراد في حالة من النشوة والتوازن النفسي والاستعداد للانطلاق في مقادير الحياة والتألق بروح يملؤها الحب والعطاء والكفاح عليهم أن يحرروا ذاتهم من الطاقة السلبية التي قد لحقت بهم بقصد أو دون قصد وحرمتهم السعادة التي طالما حلموا بها، وتحريرها يكون بأبسط صورة تتجلى في ما تحمل الإنسانية من قيم وفكر وتعاطٍ ووعي.. في تلك القيمة الأبرز من قيم الدين القويم التي تجعل للإنسان قيمة فعلية وجودية على وجه البسيطة وهي قيمة التسامح.

هذا التسامح قبل كل شيء إحسان للذات وهي العصا السحرية التي تحول الأمور السيئة إلى خير عميم يعود عليها من استرخاء الذهن، نتيجة التخفيف من أعباء الذهن وإفراغ الحيز للجمال والإبداع واستعادة الذكريات الجميلة والجوانب المضيئة في الحياة.

فالتسامح منبع الحب والعطاء وسبب للشعور بالجمال والروحانية والعاطفية والفكرية حيث التسامح انعكاس على الذهن بإبراز جميع القوى.

والتسامح يعني التحدي واكتشاف القدرات والدليل البارز على تمام الشخصية الإيجابية الواعية عكس ما يعتقده آخرون من مفاهيم خاطئة عن التسامح أنه مدعاة لقبول الإهانة وجرح الكرامة بل هو مدعاة لتنظيف الطاقة البشرية والتخلص من الماضي الأليم الداعي للانتقام والمولد للكره والحقد والضغينة.

قال تعالى في محكم كتابه الكريم: «فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ».

وفي كتاب نهج البلاغة «إن الله تعالى عفو ويحب العفو».

للبدء بحياة ملؤها الحب والجمال فلنسامح أنفسنا وأهلنا وأصدقاءنا وكل من لنا بهم صلة أوعلاقة أو قرابة.

نحرر أنفسنا من كل إحساس سلبي وكل شعور بغيض لنحيى حياة سعيدة.

نطلب التسامح من الله عز وجل، من الذات، من الوالدين، من الأولاد، من الناس، من الوطن، من الأعداء...

كيف! فقط نثق بأنفسنا، ونصنع الخير لأهلنا ومجتمعنا ووطننا، ونسامح كل من أساء إلينا ففي إساءتهم دعم من حيث لا يشعرون، ودافع للتقدم والرقي ورد الإساءة بالإحسان ففيها الشكر لهم والعرفان، ونتحرك بإيجابية وعزيمة بالتوكل على الله رب العالمين.

إستراتيجية التسامح:

1 - التفكير في التجربة أو في الشخص المطلوب مسامحته.

2 - الاسترخاء التام وراحة النفس.

3 - التخيل بالرجوع إلى الماضي في الموقف أو المشكلة.

4 - استدعاء الشخص في داخل الذات ومسامحته وشكره كونه منحك وعلمك الكثير.

5 - الاتصال بالطاقة الروحانية الداخلية لتغطي كل الجسد.

6 - الرجوع وفتح الموضوع مرة أخرى.

فإذا لم يكن هناك شعور نحوه بالبغض فيعني نجاحك في التسامح.

عضو المجلس البلدي المستشار الأُسَري