آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

سيصلى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ

عبد الرزاق الكوي

الرسول ﷺ بما أنعم الله عليه وجعله خير البشر والمفضل عنده من الخلق وكرمه، حيث قال تعالى: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم هي شهادة من العلي العظيم، ولقد كان حتى أعداءه يعرفونه بالصادق الأمين، هذه الصفات تعجز الأقلام ان اجتمعت عن وصف ما يعني ﴿وإنك لعلى خلق عظيم، ولا إدراك معانيها ومكانة من قيلت في حقه.

قال الإمام علي : ”دفن الله به الضغائن، وأطفأ به الثوائر، وألف به إخوانا، وفرق به أقرانا، أعز به الذلة، وأذل به العزة“.

هذه الشخصية العظيمة ليست هذه الكلمات المتواضعة للدفاع عنها، فقد كان المدافع الأول العلي الأعلى، فقد كان أبو لهب عم النبي ﷺ كان يكن الحقد والكراهية والعداوة للرسول ﷺ فكان الدفاع القوي أن ذمه الله تعالى بالذم العظيم، فقال تعالى: ﴿تبت يدا أبي لهب، وعيد شديد، وخسران مستمر وهلاك محدق، والخيبة حتى تقوم الساعة، جاء الذم بالأسم وبهذه الشدة، لعظم الجريمة، وما قام به من اذى لم يرى سبيلا لإيذاء النبي ﷺ إلا سلكه، حتى قال الرسول ﷺ لم يؤذى رسول بمثل ما أوذيت.

فالتعرض لمقام الرسول ﷺ في جميع الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية جريمة في حق كل نبي، وكل مقدس، فهو كما عرف: ”انتهاك متعمد ومخز للحقوق الأساسية لفرد أو مجموعة مستوحى من أسباب سياسية أو فلسفية أو عنصرية أو دينية“.

اليوم مع تكرر الإساءة للنبي ﷺ يتكرر معها من يسير على خطى أبي لهب، وامتداد سيرته السوداء، تبذل الأموال الطائلة مع هالة إعلامية مأجورة وتحت حماية سياسية وسكوت الهيئات الحقوقية عن القيام بواجبها لحماية المقدسات تحت مظلة حرية الرأي واستخدام الضغط السياسي والتحالفات المبغضة للإسلام وللنبي ﷺ، تبرز كل تلك الأفعال المقيتة من أشر خلق الله تعالى من سفه رأيه وقل عقله وتاريخه زاخر بالقتل والإجرام في حق الشعوب، ففي رقبته الملايين من الضحايا من الأبرياء، وصمة عار مستمرة في انتهاك سيادة الشعوب ومقدساتها ونهب خيراتها، لم تقدم لشعوب العالم الا الدمار والتخلف والفتن، هذه الدول التي تتشدق بالحرية وحقوق الإنسان قتلت من الشعوب وزادت على ما فعله هتلر، فقد استخدم رعاة حقوق الانسان، حرب إبادة بكل ماتعنيه الكلمة من وحشية وقساوة وإجرام استخدمت في ذلك جميع وسائل العقاب الغير مشروعة بإستخدام الغاز والطمر بين الجدران، واستخدام المواطنين اداة للتجارب.

الإساءة للنبي ﷺ عمل مستنكر ومرفوض، هذا السلوك الإجرامي يولد سلوكيات مرفوضة كان سببها ردة الفعل الخاطئة من قبل شيشاني مسلم قام في 17 أكتوبر بذبح معلم فرنسي يدعى صامويل باتي، أظهر لتلاميذه رسما مسيئا للإسلام والرسول ﷺ، وتتابع الأحداث بعمليات مماثلة ومستمرة، وانعكس على الوجود الإسلامي بتعرض المحجبات للإساءة والطعن والطرد، وغيرها من الإساءات اليومية في دول تدعي حماية حقوق الإنسان، تتكافل جميعا في نصرة الباطل وحماية المسيء، ولد هيجان على نطاق عالمي يصل للقتل والتهديد لملايين من المسلمين يعيشون في تلك البلدان كمواطنين لهم حقوقهم المشروعة، هذه الحقوق تذهب في مهب الريح من أجل احقاد دفينة او سياسات رعناء، او من أجل مكاسب انتخابية لا يتورعون فيها عن اي فعل لا أخلاقي ولا إنساني يصل لحد الجرائم في حق الإنسانية.

المسلمون يتحملون جزء من المسؤولية في تقديم الإسلام بالشكل الصحيح ورفض كل من تسول له نفسه المريضة بتشويه الإسلام وإعطاء الضوء الأخضر للإساءة للرسول ﷺ والإسلام، فداعش لم تأتي من فراغ، تقوم بأفعالها المشينة بصيحات الله أكبر، وترجع في ما تقوم فيه الى فتاوي تكفر المسلمين قبل المخالفين، استغل هذا الفكر الضال من قبل المخابرات الأجنبية لخلق الفتنة ومزيد من قطع الرؤوس وتمزيق الأجساد، والتسابق على النكاح بشتى مسمياته لإشباع غرائز بهيمية تنتهك فيها الأعراض.

ولد كل ذلك حالة من التشويه للإسلام والإساءة لمقام خير خلق الله الرسول ﷺ، تحت مسمى حرية الرأي وهي كلمة حق يراد بها باطل، في استهداف سافر ووحشي من أجل محاربة واستئصال الاسلام وهو تاريخ من العداء المتحكم في عقول السفهاء.

قال تعالى: ﴿فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض.

فالفكر المسئ للإسلام والرسول ﷺ لا يزال وسوف يستمر ويعيش على فكر الوصايا على البلدان والشعوب، لا يتورعون عن اي فعل قبيح من أجل اطماع توسعية وأعمال مخابراتية، يعيشون أحلام الماضي وأمل المستقبل في إبقاء حالة التخلف في البلدان من أجل اضعافها والسيطرة عليها وجعلها محل تجارب لأسلحتها والتفنن بالعقوبات الجسدية والنفسية والسياسية والاقتصادية استخدمت فيه الأرض المحروقة وابادة شعوب باكملها وبدون خجل يقدمون أنفسهم حماة الحريات وتقديم الدروس للعالم في حقوق الإنسان وكلها جرائم وارهاب دولة وتطرف لا يقل خساسة ودناءة عن افعال داعش.

فهذا التاريخ الموغل في الكراهية والتجاوز على المقدسات والمظلومية للشعوب والقمع الممنهج وازدواجية المعايير هي جرائم حرب لا تسقط بالتقادم بفعلهم بحق الشعوب، خصوصا انها مع سبق الإصرار والترصد، ويأتي من قبل رأس الهرم السياسي بدون عقلانية تجنب بلدانهم مزيد من التوتر والفوضى.