آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

السيد عباس الشبركه ومشروعه الجديد

رضي منصور العسيف *

السيد عباس الشبركة أحد نتاجات المقدس الشيخ علي المرهون رحمه الله برحمته... وهو صاحب مشروع الكتاب القطيفي، الذي كان يسافر إلى مختلف البلدان باحثًا عن الإصدار الثقافي الجديد لمؤلفي القطيف، تعرفت عليه في إحدى المناسبات الدينية عندما قال لي المهندس الأستاذ حسن الشيخ علي المرهون هل تعرف السيد عباس فأجبته لا أعرفه!

إذا عليك أن تتعرف عليه هذا سيد عباس الشبركة يهتم بالكتاب القطيفي.. منذ أكثر من 15 عشر عامًا وأرى فيه ذلك الباحث والمشجع الذي يغمرك بكلمات التشجيع للمسارعة في طباعة كتابك، بل يتعدى ذلك ليدعمك بتحمل تكاليف طباعة الكتاب أو جزءًا منها.

السيد عباس الشبركة عرفته القطيف بهمته وتطلعاته بأن تكون القطيف رائدة الثقافة في المنطقة، فصار يعمل دون كلل أو ملل حتى بث الهمة والنشاط الثقافي في نفوس الكثير من أبناء المنطقة.

كان يصدر سنوياً إحصائية للإصدارات الثقافية القطيفية... ليبث روح العمل والتأليف في نفوس المهتمين بالكتابة... وليثبت أن القطيف لا تزال تتصدر البلدان بإنتاجها الثقافي.

عمل على تفعيل دار أطياف وشارك في العديد من معارض الكتاب، في الرياض، في جدة، في البحرين، وتحمل العديد من المصاعب في سبيل إظهار الكتاب القطيفي محلقًا وبارزًا ومتصدرًا ذلك الكم الهائل من الإصدارات الثقافية في تلك المعارض، وكان له مناه حيث حقق إنجازات عظيمة ونال شهادات ثقافية من مختلف الشرائح وكبار المؤلفين.

جلست معه وسألته ألم تتعب أيها السيد من هذا التجوال وهذا الضغط النفسي وغيره... أراك تجد المسير في هذا الطريق الذي استنزف الكثير من قواك وطاقاتك.

أوقفني وقال: لا تقل هذا فالكتاب القطيفي هو دمي... عندما أرى الإحصائية السنوية للإصدارات القطيفية تتراجع أُصاب بالهم والحزن... سأكمل المشوار مهما حدث من ضغوط.

سألته مرة أخرى: وهل هناك أمل؟!

أجابني بعد تنهد عرفت منه ذلك الألم الذي يختزنه في نفسه: مع شدة الألم... إلا أنني لم أفقد الأمل... ثم أكمل حديثه بقوله: نحن الآن في الخطوات الأخيرة لافتتاح دار جديدة تهتم بنشر الكتاب القطيفي... دارنا الجديدة تحمل اسم «دراية»...

فقلت: «عفيه» عليك... دار دراية عنوان جميل ولاشك أنه يحمل أهدافًا أجمل.

أجابني: نعم إن شاء الله تكون هذه الدار هي مشروع القطيف... منها تستمر الإصدارات القطيفية... وإليك بعض الأخبار القابلة للنشر.

ضحكت وقلت: هيا أفرحنا بأخبارك كما تعودنا منك..

فقال السيد عباس: دار دراية بها الآن 5000 عنوان من مختلف العلوم والفنون

تعجبت وقلت له: هل هذا صحيح... ألا تبالغ؟!

أجابني إليك بعض التوضيح: من 5000 عنوان هناك 1200 عنوان قطيفي...

قلت له: رائع...

أكمل السيد عباس: وإليك هذا التفصيل أيضاً...

لا نريد لهذه الدار أن تكون دارًا تقليدية... سنعمل بها بعض الملحقات... سنعمل قسمًا لذوي الهمم أصحاب الإعاقة السمعية والبصرية وسيكون بعونه تعالى ثاني مركز في العالم العربي بعد مركز الإمام الهادي في بيروت...

كما سيكون هناك قسم خاص بالطفل... نقرأ له قصة في كل أسبوع، ونوفره له الكتب والقصص المناسبة...

وهناك أفكارًا أخرى أدعها لحينها... ولكن أعدكم أن دار دراية لن تكون فقط مكتبة بل ستكون همزة وصل بين العديد من مراكز الأبحاث والكتاب...

دار دراية هي مشروع القطيف أتمنى أن نتكاتف لتحقيق تلك الطموحات..

القطيف بها العديد من الطاقات العلمية والكفاءات الثقافية... لتكن دار دراية محطة التقاء وتعاون بين هذه الكفاءات لإبراز الهوية الثقافية للقطيف...

نظرت للسيد عباس الشبركة وقلت له: حقق الله أمانيك... وبلغك الله مرادك.

وهذه دعوة صريحة مني لإنجاح هذا الحلم...

لا نريد دار دراية للنشر والتوزيع... بل نريد... دار دراية للأبحاث الثقافية.

كاتب وأخصائي تغذية- القطيف