آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 3:46 م

من القطيف إلى ظمأ الأحساء الأزرق

محمد آل قرين

شكرا إلى الأحساء
شكرا باذخا
شكرا عميقا
كالنخيل
وكالسما

شكرا لأنا إن نزر أحساءنا؛
نعرجْ إلى الإنسان
نلقَ الأنجما

أضع بيديك - قارئي الكريم - بعض اللقطات من ملكوت رحلتنا إلى حرم الأحساء الجمعة الماضية الموافق 1/1/2021 وقد كان الغرض الرئيس للرحلة مشاركة صوت الوعي ودينمو الثقافة القطيفية علي مكي الشيخ بورقة نقدية في حفل توقيع ديوان ”ظمأ أزرق“ للشاعرة الشابة ”حوراء الهميلي“ على قاعة أرض الحضارات المفتوحة بجبل القارة بالأحساء وبرعاية كريمة من جمعية الثقافة والفنون.

وكانت الأمسية التي أدارت مقود سفينتها الشاعرة المثقفة تهاني الصبيح والتي كانت يومًا ما معلمة ضمن وفد رئاسي في برنامج رعاية الموهوبات، وأدهشت من جودة إلقاء النصوص الموزونة

من قبل الشاعرة المحتفى بها، منذ وقت مبكر وقد أشارت الصبيح ببهجة غامرة وبلحظات استثنائية مملوءة بالمودة إلى تحقق نبوءتها في الطالبة ”حوراء الهميلي“ التي كانت وقتذاك في الصف الثاني الثانوي،

وقد رصعت الصبيح تقديمها بنثر السحر المخبوء في أبياتها الشعرية بين الفقرات، والتي كانت إضافة ضافية زادت الحفل دفئا وتوهجًا،

وكانت أولى المشاركات ورقة علي الشيخ مسلطا الضوء على عدد من الثيمات المتمظهرة في الديوان الأول للشاعرة ”ظمأ أزرق“

كالأسئلة الوجودية وثنائية الشكك واليقين ومما قال عنها: ”شاعرة تستفز قارئها بمهارة جمالية حيث تمارس لعبة تأجيل المدلولات إرجاءً أبديًّا عن طريق الدال الحر الذي يستحيل إغلاقه.. فنصها عبارة عن تعددية من الأصوات“

وكذلك تحدث الشيخ في ورقته عن تجليات الأنا الشاعرة ومحاور أخرى، ومن ثم استعرض ثيمة النخلة وتبادل الأدوار في عمل ”ظمأ أزرق“ وعبق حضور المكان وفاعليته في نص الشاعرة الهميلي.

وبعد ذلك ارتقى المنصة الشاعر الكبير جاسم الصحيح متحدثا عن تجربة الشاعرة ومشيدًا وواضعًا إياها في الصف الأول مع الشواعر الأحسائيات، وأشار إلى تأثر الشاعرة بأخيها المبدع الشاعر عبد الله الهميلي الذي اشتغل على الجانب الفلسفي، ونبّه الصحيح إلى ضرورة حضور الصوت الأنثوي في قصيدتها وأن يغالب هذا الصوتُ صوتَ المعري بوصفه شاعرا للقلق الوجودي والأسئلة الفلسفية في القصيدة، ومؤكدا على وجوب انتقال القصيدة من الحقل المعرفي إلى الحقل الجمالي.

واختتمت الأمسية بقراءة الشاعرة لعدد من نصوصها الجميلة التي نالت استحسان الحضور، ومن ثم البدء بتوقيع الديوان.

وكالعادة بعد أن مررنا على الأحساء بعياب خفيفة، رجعنا بُجرَ الحقائب، أجل مررنا كالطيوف لا على نحو من مروا على الدهنا خفافًا عيابهم كما أوضح ذلك أعشى همدان، وبعدُ رجعنا محملين بالكثير من الإصدارات الإبداعية موقّعة من أربابها، وقبل ذلك وبعده محملين بما تركوه في أنفسنا من حسن وكرم ضيافة واستقبال.

بقي أن أشير إلى أننا انطلقنا من القطيف بقيادة أستاذنا أبو محمد فريد النمر وبرفقة المبدعين أبو الحسن علي مكي الشيخ وعلي مجيد النمر.. وكالمعتاد نستثمر ساعات المشوار في استعراض ونقاشات مماسة إلى الواقع الأدبي والفكري وآخر المشاريع والرؤى في هذا الصدد ولعل هذا منبعث من مدرسة الحكمة المشائية التي تركها فينا أرسطو، حيث أنني أجد ما لا أجده من الأجوبة في كثير من الكتب والملتقيات التي نقصدها في مكان ثابت.