آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

زوايا أسرية 4

محمد الخياط *

- لائحة الأعذار مبررة لماذا؟

- الوعد والالتزام تصنعونه أنتم.

- تمسكوا بقيمكم وأخلاقكم وأنتم تختلفون.

بعد انتهاء مرحلة الخطوبة والعقد ونهاية السنة أو السنوات الأولى التي كانت توصف من المحيطين بهم بمشهد درامي تتزاحم بينهم كلمات الحب والثناء والإحترام والهدوء النفسي والطاعة والسكينة وأحلام المستقبل والمشاركة الوجدانية والعاطفية والجسدية التي كانت تغمر حياتهم بالسعادة، سرعان ما حدث أمر ما.. ترك تأثيراً عميقاً على المشاعر ووضع علامات استفهام بعد السؤال هل ما حدث حقيقة؟

كل الصور الإيجابية هُدمة في لحظة ما بعد إن كانت حاضرة قبل أن تسبق العاصفة التي كان لها الأثر في وجود حاله من التوجس والخوف والاضطراب والقلق والتوتر وعدم الاستقرار الزوجي مما دفع بهم إلى الإستسلام للخلاف والتحول من قوة إيجابية تدفعهم لمجابهة الصعوبات ومقاومة التحديات إلى حالة من التهور والتذمر والعنف أحياناً وعدم السيطرة على سلوكهم مما أثر بشكل مباشر على المناخ الزوجي فأصبحوا يعيشون حالة من الإنكسار النفسي للخوف من ردود أفعال بعضهم على بعض وإظهار ما هم عليه للمحيطين بهم هذا الهاجس زاد

من شعور حالة الإحباط والصدمة من إمكانية العيش المشترك بعد إن تقطعت بهم السبل للمسامحة وتناسي الحدث إلا أن الحدث يلاحقهم ويحيط بهم في جميع مفاصل الحياة وتفتح الملفات المغلقة والمستترة لزمن طويل ويظهر على السطح ما كان في عوالم ”كان ياما كان“ فاصبحوا يعشون حالة التدهور الجسمي والنفسي ويرفضون التمسك ببعضهم لانهيار تلك القيم والسلوكيات والثقة التي فُقدت في لحظة ضعف لسلوك غير سوي، فكانت النتيجة حكمهم الانفصال لماذا؟

هنا وصل بهم الحال إلى الشعور المقيد للتفكير وعليهم الاختيار بين أمرين، أو الإقرار بالموقف الذي لا مفر منه..

1. قبول سلوك الآخر والصفح عن التاريخ السابق وتحمل المسؤولية المشتركة.

2. الصمت عن الحدث المشروط بقبول التدخل العلاجي الذي يركز على تغير التشوهات المعرفية وتصحيح الأفكار والمواقف وتحسين وتنظيم السلوكيات ثم تصميم نموذج للعلاج السلوكي المعرفي من قبل المختص النفسي بهدف تحسين الصحة العقلية.

وخلافاً لذلك يدخلون في نفق ونهاية مظلمة تُنتزع منهم معنى الحياة المشتركة ”الزوجية“ وهم يتجرعون الآلام والمعاناة اتجاه مشكلة كان بالإمكان لجمها في مهدها بالعلاج ورفض الأحكام والتصورات المسبقة والأوهام الكاذبة والتمسك بفرضيات تهدم أكثر مما تبني للكثير من الاءات مما يزيدهم معاناة كان بوسعهم التحرر منها بالعلاج الدوائي والنفسي السلوكي الفكري والمعرفي وحسن الضن والتأمل بمعزل عن ما حدث من السابق من مؤثرات كان لها الدور الأكبر في تشكيل شخصيتهم وسلوكهم ورؤيتهم السلبية وقدرتهم على مجابهة ومجارات الحياة وماهم عليه اليوم من شعور بالإحباط وعدم القدرة على اجتياز وتجاهل الماضي ورسم خطوط ولوحه ذات الوان لمستقبل زاهر تتعدد فيها القراءات والاضاءات والرؤية فكل منهم يحترم وجهة نظر الآخر ويدرك أن مسيرة الحياة الطبيعية لكل انسان نواقص ونقاط ضعف منها ما هو قابل للتسامح ويُغتفر ومنها ما هو مطلوب التستر عليه ومنها ما هو يحتاج إلى علاج ومنها نهاية المطاف لقوله تعالى ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ

فالصمت عن الحدث الذي أحدث بينهم شقاق وفراق كان نتيجة نقص المصارحة والصدق والخوف من المجهول والحب والتمسك بذات السلوك المشين للحياة الزوجية والأسرية والمجتمعية جعلهم يتجهون إلى التفكير الحتمي في الطلاق لنقص في مخزونهم الديني والفكري وغياب الثقة والوعي بأهمية إصلاح الطرف الآخر، ونسيان الماضي يحتاج الكثير من الإمكانيات الايمانية والنفسية تصنعها الثقة المتبادلة بينهم بالوعي والتجارب والعلم والمعرفة والقدرة على التجاوز ومواجهة النفس والعائلة والآخرين لاستعادة الحياة الزوجية،،

لن تكون لنا نهاية في هذه الدراما،،،

ستقرأ الحدث أنت وتحلله وتكتب تصورك ويستفيد الآخر من تجاربك الشخصية للحدث وضع له نهاية بأمل وبصيرة وعقل واعٍ بواقعية وطريق يوصلهم إلى اصلاح حياتهم والتسامح عن ما وصلوا له، أو اغلاق الملف بنهاية تحمل عنون الطلاق الإيجابي!

كاتب سعودي ومدرب في شؤون الأسرة