آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:39 م

الدكتور المطيري: فلسفة الآخرية تنبيه لوجود الآخر

جهات الإخبارية

أعطى أستاذ فلسفة التعليم بجامعة الملك سعود الدكتور عبد الله المطيري للفلسفة أبعادا إنسانية شاملة مبينا دورها في تقديم معالجات جديدة للعديد من الإشكالات المعرفية والاجتماعية.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء اليوم الثلاثاء تحت عنوان ”مقدمة في فلسفة الآخرية“ وأدارها مالك ال فتيل.

وقال الدكتور المطيري أن فلسفة الآخرية هي بحث جديد في الفلسفة المعاصرة يهتم بنقل الاهتمام الفلسفي من الذات إلى الآخر وله تأثيرات كبيرة على المباحث الفلسفية.

وأشار الى أن سؤال الآخر هو سؤال أخلاقي وقديم في الفلسفة لأنه يقوم على علاقة الانسان بالآخر.

وأضاف أن الفلسفة تاريخيا كانت ذاتية حيث أن معرفة الذات هي مرتكز الانطلاق، ويكون الانسان بهذا لمفهوم هو صاحب الإرادة والقوة على الطبيعة، وأن فلسفة الذات ضحت بالآخر واستبعدته، والعلم الكاشف للحقائق هو حركة باتجاه إلغاء آخرية الآخر وتحويل المختلف إلى شبيه.

وبين أن الآخر شرط أساسي للأخلاق والتي بدونها يتحول الانسان إلى وحش، وأن العلاقة مع الآخر هي حالة من الاستجابة لنداء الآخر وهو تفسير مفهوم ”الانسان المستجيب“، والآخر بهذا لمفهوم ينقذ الإنسان من ذاته فسعادة العطاء تأتي من الانفتاح على الآخر.

وقارن بين أوجه الاختلاف بين الفلسفتين موضحا أن فلسفة الذات فلسفة تشابه والبحث عن أساس واحد من أجل إعادة الاختلاف لأصل واحد، بينما فلسفة الآخرية هي فلسفة الاختلاف والتنبيه دوما لوجود الآخر من خلال التعاريف المفتوحة كما هو الحال في فكرة العدالة في الدساتير.

وبين أن فلسفة الذات هي فلسفة حضور وتركز على الآنية واللحظة الحاضرة او ما تسمى «الآنات المتعاقبة» والحاضر هو الأساس، بينما فلسفة الآخرية تكشف عن الزمن الوجودي كبطء وسرعة ومتعة الزمن، وتعتني كثيرا بالغياب.

وتحدث حول الضيافة باعتبارها احدى القيم الأخلاقية وهي تجعل الانسان يرتب علاقاته مع الاخرين بشكل مختلف عن المنظومة السائدة، وهي انفتاح على الآخر وتوجس من الهوية حيث تأتي الآخرية قبل الهوية.

ولفت الى أن المحرك لتوسيع دائرة المعرفة هي الاستجابة للآخر وأنها تتحول لحركة أخلاقية ليس انطلاقا من هدف المعرفة وإنما لغرض الاتصال الروحي والتواجد مع الآخر، والآخرية تكشف البعد الآخر من الوجود الإنساني.

وحول فكرة الطائفية، أوضح الدكتور المطيري أنها خضوع وانقياد للماضي وتحميله على الحاضر والمستقبل، بينما تقدم فلسفة الآخرية فهما للسياقات التاريخية وادراكا لوجود حالة الطائفية التي تعتبر شكلا من اشكال التورم وانتفاخ الذات كما العنصرية.

وأوضح أن فلسفة الاخرية تلفت الانتباه لمدلولات التجربة الإنسانية وهي ليست فلسفة احتجاجية ولديها القدرة على التغيير من كائنات منحازة لذاتها الى كائنات منفتحة على الاخر