آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

تعرَّف على أجمل استراحاتِ الطريق!

المهندس هلال حسن الوحيد *

هل قدتَ يومًا سيارتك لمسافةٍ طويلة وأحسستَ بالتعب، فإذا بعلامةٍ في الطريق تخبرك بأنَّ أجمل استراحة في انتظارك، على بعد أمتار وفيها أفضل الخدمات، ثم إذا هذه الاستراحة هي فقط إطلالة لما هو أروع وأبدع منها؟! هي الروح أيضًا تتعب وفي أيَّام الله استراحات وضع لها شاراتٍ في السَّاعاتِ وألأيَّام وألأشهر وفي فصولِ السَّنة.

هلَّ شهرُ رجب قبل أيَّام فسمعتُ بعضًا من الدعاءِ الممدوح في هذا الشهر يهز العواطفَ والمشاعر. فقلت: يا سبحانَ الله! كلنا نتكلم اللغةَ العربيَّة وكلنا نعرف الله، فلماذا إذًا في بعضِ الأدعية تُشَم روائحُ من الجنَّة وكأنَّ من نظمها رأى الجنَّةَ وشمَّ روائحها، وانكشفت له النارُ ولامسته حرارُتها؟ هو كذلك تمامًا، فكما لن يصفَ الشيءَ ببلاغة إلا من اقتربَ منه، فلن يعطي أوصافًا لله ويخافه أكثر إلا من اقتربت روحه منه، مثل الرَّسولِ الأعظم الذي كان قابَ قوسين أو أدنى علوّا وارتفاعًا، وعرفَ مناطقَ الخللِ والضعف فينا، أبناءَ وبناتِ آدم.

كل الديانات فيها أدعية، وفي كلِّ الإنسانيات ما يربطها بقوةٍ قادرة أن تعينها على مِحَنِها، وعند المسلمين من هذه الأدعية ماهو لليوم والشهر والموسم، ولكلِّ حالٍ من أحوالِ الدنيا، السرَّاء والضرَّاء والحزن والفرح والشّكر والثَّناء وغيرها من الأحوال. ومع أن هذه الأدعية من كلامِ البشر، لكن في فصاحةِ بعضها ومتانتها وعذوبتها في الفم ولذاذتُها في السَّمعِ ما يُطمئن الدَّاعي أنها من تراثِ الأنبياء.

مع طلوعِ كل شمس، يُشعر اللهُ الإنسانَ بعظمته وأنه خَلْقُهُ المميز على باقي المخلوقات، يشدُّه إليه، فكلما هيَّهَج الوجدُ أحزانه وأفصحَ عن ضعفه وتوبته ازدادَ عظمةً وقربًا من الله. ومن لطفِ الله أن جعلَ في الساعاتِ والأيام والفصول محطاتٍ اختيارية أو إلزامية يلجأ فيها المؤمنونَ إليه ويستقوونَ به على حياتهم المعقدة ومشاكلهم الصعبة. فهاكَ عينةً قصيرةً من هذا الدعاء:

”اللهُمَّ وَأسألُكَ بأنَّكَ مَليكٌ وأنَّكَ ما تَشاءُ مِن أمرٍ يَكونُ وَأنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَديرٌ، وَأسألُكَ بِحُرمَةِ هذا الشَّهرِ الحَرامِ والبَيتِ الحَرامِ وَالبَلَدِ الحَرامِ وَالرُّكنِ وَالمَقامِ وَالمَشاعِرِ العِظامِ وَبِحَقِّ نِبيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ وَآلِهِ السَّلامُ، يا مَن وَهَبَ لآدَمَ شيثاً وَلإبراهيمَ إسماعيلَ وَإسحاقَ وَيا مَن رَدَّ يوسُفَ عَلى يَعقوبَ وَيا مَن كَشَفَ بَعدَ البَلاءِ ضُرَّ أيّوبَ يا رادَّ موسى عَلى اُمِّهِ وَزائِدَ الخِضرِ في عِلمِهِ وَيا مَن وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيمانَ وَلِزَكَريا يَحيى وَلِمَريَمَ عيسى يا حافِظَ بِنتِ شُعَيبٍ وَيا كافِلَ وَلَدِ اُمِّ موسى، أسألُكَ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَغفِرَ لي ذُنوبي كُلَّها وَتُجيرَني مِن عَذابِكَ وَتُوجِبَ لي رِضوانَكَ وَأمانَكَ وَإحسانَكَ وَغُفرانَكَ وَجِنانَك“.

مستشار أعلى هندسة بترول