آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 1:13 م

فضاءات القص في ملتقى ”ابن المقرب“

جهات الإخبارية

أقام ملتقى ”ابن المقرب“ الأدبي بالدمام، برنامجه الأدبي المميز ”حلقة آراء الأدبية“، في أمسية افتراضية مباشرة حملت عنوان ”فضاءات السرد“، وذلك بالتوافق مع اليوم العالمي للقصة.

قدّم وأدار الأمسية القاص طاهر الزارعي، مفتتحًا بمقدمة أدبية تبيّن موقع القص والسرد من الحياة والنفس الإنسانية.

وقدمت الأديبة الدكتورة مريم سعود بوبشيت الورقة الرئيسية بعنوان ”فضاءات القص“، والتي تناولت في ورقتها مفهوم القص، وأساليبه وأدواته السردية.

وأشارت الى قدم آلية السرد التي بدأت منذ رسومات الكهوف ثم القص الشفاهي فالكتابي، وتجربة العرب مع القص والسرد، وكذلك حضور القص في القرآن الكريم لأهميته البلاغية، وهو ما ينفي زعم تأثر العرب حديثًا بأسلوب القص والقصة القصيرة من أوروبا، مستشهدة بكلام النقاد والمؤرخين في هذا المجال.

واسترسلت الدكتورة بوبشيت في الحديث عن فضاءات متنوعة في القص من تاريخ وتطور وتحول، وعرضت الخصائص العامة والتقنيات التي تميّز القص كجنس أدبي يتميز عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى.

وتحولت للحديث عن تاريخ القصة والرواية العربية والسعودية، وتعرضت بعدها لحضور المرأة في مجال الإبداع السردي التي انتقلت معها القصة من المحلية إلى العالمية.

وختمت الدكتورة بوبشيت بالحديث عن دور القص في نقل القيم والتربية والتاريخ من جيل إلى جيل، ودوره في تعديل السلوك، وهو ما يزيد من أهمية الالتفات لأدب الطفل.

وجاءت المداخلات على هامش الورقة، والتي بدأها علي أحمد قاسم من اليمن، الذي أشاد بالورقة، وأبدى ملاحظته حول غنى فترة الثمانينيات في تطور القصة وفتورها في الفترات اللاحقة، مقترحا أن تكون ورقة الدكتورة قاعدة مشروع ببليوغرافيا للقصة السعودية.

المداخلة الثانية جاءت من القاص عبدالله الرستم، متسائلا عن مدى الرضا والانتشار الذي حققته القصة السعودية والعربية، وعن تأسيس نقابة سعودية لكتاب القصة والرواية.

أما المداخلة الثالثة فكانت لأسماء بوخمسين التي تحدثت عن تحدي حضور أدب الطفل في عصر هيمنة الأجهزة الإلكترونية.

بعدها جاءت المداخلة الرابعة لأحلام حادي، متحدثة عن دور القص التربوي وربطه بالأسلوب القرآني، مسجلة نقطة اعتراض على انحراف بعض القصص والروايات عن هذا الهدف النبيل في سبيل الوصول للعالمية أوالفوز بجوائز معينة تحمل معايير غير أخلاقية أحيانا.

وعقب الدكتور عادل جاد من مصر بالحديث عن جماليات السرد في تحولاته العالمية الحديثة، وتحدث كذلك عن مرور القص في أي منطقة بمراحل وموجات تتفاوت بين الضعف والقوة، وهو أمر يحتاج للدراسة والبحث.

بعدها داخل سعد ضيف الله مسجلاً ملاحظة على الورقة بأنها أغفلت ما طرأ على المشهد القصصي العربي المتمثل في ظهور القصة القصيرة جدًا والومضة.

ثم داخل رئيس ملتقى ابن المقرب الأدبي الشاعر علي طاهر الذي تقدم بالشكر للمحاضرة والمقدم والمداخلين والمشاهدين، مشيدًا بأهمية الورقة.

ونوه باهتمام الملتقى بالقص من خلال إصداره مجموعة قصصية ورواية، ومن خلال عقده للأمسيات والحلقات الأدبية حول القصة. كما اهتم الملتقى بأدب الطفل، والذي تمثل بجائزة ابن المقرب الأدبية في فرع أدب الطفل.

وتساءل عن ضعف دور القصة الومضة والقصة القصيرة، وحضورهما في العصر الحديث المتسم بالسرعة، في الوقت الذي نشهد الانتشار والحضور والتفاعل مع الرواية بشكل كبير رغم طولها وحجمها.

المداخلة الأخيرة كانت للقاصة أمينة الحسن، والتي تحدثت حول الهدف التربوي واللاتربوي للقصة والسرد، وعن حيادية الإبداع القصصي عن هذا التصنيف، وذكاء القارئ ووعيه ما يجعله مدركًا ومميزًا بين الجيد والسيء والردئ.

النقطة الأخرى كانت فيما يخص الترجمة التي ما زالت جهودًا فردية لا مؤسسية، وكذلك عن كثرة ترجمة الآداب الأجنبية للغة العربية وضعف ترجمة الأعمال العربية للغات الأخرى، الأمر الذي أثر على حضورالقصة والرواية العربية عالميًا.